بعد اختفائه لثمانية أيام كاملة
العثور على الطفل أنيس ميتا داخل بئر بالعلمة
عثـرت مصالح أمن دائرة العلمة، صبيحة أمس، على الطفل، أنيس بوناب، ميتا داخل بئر بالقرب من إحدى البنايات داخل منطقة النشاطات بمدينة العلمة، على بعد نحو 400 متر من مقر مسكنه.
تلقت مصالح أمن دائرة العلمة مكالمة هاتفية من شخص مجهول، تشير إلى وجود جثة لطفل داخل بئر بمنطقة النشاطات الصناعية بالعلمة. وهو ما جعل مصالح الأمن تتنقل بسرعة إلى عين المكان، مصحوبة بأفراد من الحماية المدنية، وحتى بعض سكان الحي المجاور للمنطقة. وهو الحي الذي يقطنه والدا الطفل أنيس. وتبين أن الجثة تعود لأنيس بوناب ذو العامين، والذي كان قد اختفى منذ الخميس 13 ديسمبر الجاري بعد أن أخذه أحد جيرانه المدعو ''عزو'' والبالغ من العمر 15 سنة وهو مصاب بتخلّف ذهني، ليلعب معه أمام الحي كما جرت العادة.
غير أن'' عزو'' لم يرجع أنيس إلى أمه، مما جعل والده يخرج للبحث عنه ويجد ''عزو'' دون الطفل أنيس، وعجز الأب وحتى أبناء حي عن أن يحصلوا على أية معلومة بسيطة من'' عزو '' تمكنهم من الوصول إلى مكان أنيس، '' فعزو'' المتخلف عقليا، كان في كل مرة يحكي لهم قصة مغايرة للأولى، فتارة يؤكد انه ذهب به إلى سوق الماشية وسلمه لشيخ هناك، وأخرى يقول انه أتجه به إلى ناحية السكة الحديدية، ثم يؤكد أنه سلمه لعجوز.
وهكذا تواصلت حكايات عزو الكثيرة حتى مع مصالح الأمن التي لم يصل أفرادها إلى أية نتيجة معه، ليترك أنيس حرقة كبيرة في قلب أمه، التي لم تعرف النوم ولا الراحة منذ الساعات الأولى لاختفائه. وانتشر أهل الحي كبيرهم وصغيرهم، في كل أرجاء المدينة، ينشرون صور أنيس مدعومة بنداء إلى كل من رآه أو يملك معلومة عنه، لكن من دون جدوى، كما بحث أهل أنيس وأبناء حيه في كل المساحات المحيطة بالحي دون نتيجة، وهكذا أستمر ''السوسبانس'' إلى صبيحة أمس، حين تم العثور على أنيس داخل البئر المشؤوم، قبل أن تتم عملية انتشال الجثة ثم تحويلها مباشرة نحو مستشفى مدينة العلمة، من أجل إخضاعها لعلمية تشريح والوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة. بدورنا قصدنا حي ''الضحايا'' حيث تقطن عائلة أنيس، فوجدنا السيد عبد الملك الذبي، والد الضحية، محاطا بمجموعة من المعزين اقتربنا منه وأفصحنا له عن هويتنا، ومن دون مقدمات أرشدنا إلى احد أفراد عائلته الذي كان واقفا على بعد نحو عشرة أمتار، تقدمنا منه وسألناه عن هذه المصيبة التي اهتزت لها كل أرجاء مدينة العلمة التي لم تنس بعد الفاجعة التي ألمت بعائلة فردي قبل عام بعد أن تعرض طفلها عامر صاحب 11 ربيعا إلى عملية اختطاف ثم قتل من قبل مجهول، وسألنا محدثنا عن الأمر فقال ''والله لم أفهم شيئا، الجثة حينما تم انتشالها لا توحي بأنها ظلت فوق الماء لمدة ثمانية أيام كاملة، صحيح أن جثة أنيس انتفخت بعض الشيء لكن جميع الملامح ظلت واضحة، وحتى أن بعض سكان الحي أكدوا لنا أنهم قاموا بتفتيش البئر قبل أيام ولم يعثروا على شيء. وبالتالي الأمر فيه شك كبير بأن تكون جريمة قتل دبرت بإحكام، وأؤكد لكم أن مصالح الدرك وصلوا إلى عين المكان بالكلاب المدربة والتي لم ترشدهم إلى البئر، نحن ننتظر تحقيقات الأمن... واليوم يوم جمعة وعيد أسأل الله عزو وجل إن كان وراء رحيل أنيس فاعل أن يكشفه الله ليكون عبرة لمن يعتبر''.
من جهتها فتحت مصالح أمن دائرة العلمة تحقيقا مباشرة بعد العثور على جثة أنيس حيث قامت باستدعاء عدد من أقارب وجيران الطفل الضحية، الذي يبقى والداه ينتظران تشريح الجثة وتسليمه لهما حتى يقوما بعملية الدفن في انتظار تحقيقات الأمن للكشف عن الجاني إن وجد أو إعطاء تفسير لوفاة أنيس الذي أحدث ضجة كبيرة وسط سكان العلمة، الذين لا يتحدثون إلا عن جريمة قتل شنعاء في مدينة تنامى فيها الإجرام بشتى أنواعه كما تنامت التجارة بها.