لستُ معلّما .. لكنّني أرى المعلّم أفضل صاحب مهمّة ومهنة.. وقد هالني أن يتعرّض الذين علّموني مبادئ كلمات أنا أرسم بها اليوم لوحات قصائدي للإهانة والتحقير..وما كانت القصيدة لتكون لولا هؤلاء.. فمن يحمد القصيدة ويهين المعلّم كالذي يحمد العنب ويتنكر لغارسه..
عيب ودليل تراجع ثقافي وأخلاقي رهيب هذا التوسّع في إهانة المعلّم عبر اتخاذه مادة للسخرية والتنكيت.. الواضح أنّ هناك رفعا في مقابل هذا لقيمة وظائف أخرى يراد توجيه الشباب إليها ..
أرفض رفضا شديدا هذه النكت التي تروّج عن المعلمين ..أرفضها لأنّها مقصودة لتدمير (المنظومة المدرسية) ..أرفضها لأنها تؤدي إلى احتقار المعلم واتخاذه هزؤا بدل إجلاله وتكريمه ..أرفضها لأنها تجرّئ أبناء الأثرياء من الطلبة على أساتذتهم ومعلميهم (المستضعفين) ..أرفضها لأنها ليست بريئة ..لأنها مقصودة ، وإلا فمن الذي أهمل المعلّم وقتّر عليه في مرتبه حتى جعله مادة للتنكيت والتندّر؟ .. أرفضها لأن الكثيرين لا ييدركون خطر ثمارها الملعونة في حياتنا.. أرفضها لأنها ضدّ الأخلاق والقيم التي تجعل قيمة المعلّم من قيمة الرسول .. أرفضها باعتبارها مؤامرة لا بدّ على كل أهل الوعي أن يكشفوها وأن يحاصروها .. ولو كنت مفتيا لأفتيتُ بحرمة تداولها ..
وللعلم فإنّ هذا الأمر أهمّ عندي من الانتخابات الرئاسية التي تمتص كل الاهتمام والتضحية والتجند..لأن الحضارات تبدأ من المدرسة.. لا من كرسيّ الرئيس..
ــــــــــــــــ
منقـــــــــــــول عن صفحة محمد جربوعة