منتديات التربية والتعليم عين آزال
التربية والعولمة 96112112
التربية والعولمة 13310
منتديات التربية والتعليم عين آزال
التربية والعولمة 96112112
التربية والعولمة 13310
منتديات التربية والتعليم عين آزال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التربية والتعليم عين آزال

وراء كـلّ أمّــة عظيـمة تربـيّة عظيـمة ووراء كـلّ تربـيّة عظيـمة معلّــم متمـيّز
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء
التربية والعولمة Sz10

 

 التربية والعولمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ramdane
عضونشط
عضونشط
ramdane


العمر : 59
المدينة : أم البواقي
الوظيفة : إطار في التربية
البلد : التربية والعولمة Algeri10
  : التربية والعولمة 15781610
تاريخ التسجيل : 08/11/2007

التربية والعولمة Empty
مُساهمةموضوع: التربية والعولمة   التربية والعولمة Emptyالإثنين فبراير 25, 2008 10:28 am

تحديد المفهوم
لاتوجد التربية في المجتمع إلا وهي ذات علاقة تكاملية بين الحقول السياسية والاجتماعية والثقافية التي تحكمها ، ومن ثم تشكل علائقية السلطة المتعددة التي تضفي التماثل والقبول والضبط ، هذا ما اعلنته الحداثة ، التي هي ثمنا باهضا بالنسبة للمجتمعات التي لم تنخرط فيها ، فالتربية هي عملية التواصل بين الاجيال الاجتماعية الراشدة التي تعمل على ترسيخ قيمها لدى الاجيال اللاحقة ، بحيث تغدو جميع المدركات خاضعة لقوانين صارمة تبررها الانساق الثقافية السائدة لدى المجتمع ، وهنا الانساق الثقافية تشمل الافكار والعادات والتقاليد الراسخة والمكتسبة ، فالحرية تتحقق من خلال التربية الحره المؤسسة على وعي الحرية المحايث للجديد والغريب الذي يضفي قيمة الانسان ، ومن ثم يؤصل تجارب انسانية تحقق السعادة والاستقلال والتوازن والشعور بأن العالم ملك للارادة البشرية وهذا التحقق لايتم إلا من خلال الاندماج والتعاون مع بقية الكائنات الاجتماعية لان الانسان في النهاية هو كائن اجتماعي .هناك عدة تعاريف للتربية ، حيث يعرف ليتري على انها" ذلك العمل الذي يؤدي الى تنشئة الطفل او الشاب عن طريق مجموعة من العادات الفكرية التي تكتسب ومجموعة من الصفات الخلقية التي تنمو " وهنا يقسم ليتري التربية الى شكليها الاجتماعي والطبيعي من حيث الاكتساب والنمو وتكوين الاطار او النموذج المقبول من قبل الاجيال الاجتماعية السائدة ، اما هربارت فيعرفها من خلال كونها " تكوين الفرد من اجل ذاته ، بأن نوقظ فيه ضروب الميول الفكرية " وهنا مايعنيه هو العمل على خلق ذوات بشرية قادرة على التحكم والسيطرة على جميع مكامن الابداع والخلق ، ومن ثم إحداث اليقظة الفكرية الدائبة ، ويعرفها دوركهايم بأنها " تكوين الافراد تكوينا اجتماعيا " من خلال انخراطهم في المجال او الفضاء الاجتماعي من اجل عوالم لاتصدر العزلة ومن ثم سيادة عدم الحركة والتغيير والنمو والتطور ..الخ فالكائن الاجتماعي هو كائن حركي قابل الى التأثير والاخذ والعطاء ، اما وليم جيمس فيعرف التربية " ذلك التكوين الذي يجعل الفرد اداة سعادة لنفسه ولغيره " وذلك الشعور بالسعادة لايتم إلا من خلال عملية التوازن القيمي والوجودي بلا محددات او متناقضات تقود الى سيادة الفوضى والتردد القيمي نحو العنف ، ومن ثم الابتعاد عن جوهر السعادة ذاتها ، ويعرفها ايضا هنري جوفر على انها " مجموعة من الجهود التي تهدف الى ان تسير للفرد الامتلاك الكامل لمختلف ملكاته وحسن استخدامها " (1) .[right]يقول دوركهايم " ان الانسان الذي تود التربية ان تحققه فينا ماهو الانسان كما خلقته الطبيعة ، وانما هو الانسان كما يريد المجتمع ان يكون " ، وهنا التربية لدى دوركهايم تسير بمنحى انضباطي من قبل المجتمع الذي يريد ان يربي افراده وفق المبادئ والعادات والتقاليد المكتسبة ، ومن ثم تغدو التربية في بدايتها ترويضا واستثمارا للجسد الانساني عبر اشكال وطقوس وتعاليم واحتفالات وشعائر وامكانيات معرفية ثقافية تقليدية او غير تقليدية يضفيها المجتمع ومؤسساته ، وهنا نقول ان التربية من الممكن ان تجعل الافراد او الاجيال القادمة بلا تماثل يؤدي الى التكلس واجترار القيم التقليدية التي لاتعمل على شحذ الروح النقدية لدى الانسان ومن ثم تؤسس له التراكم المعرفي وبناء منظومة من القيم الجديدة القابلة الى ولادة كل ماهو غير نسقي او مرتبط بثقافة الاطلاق القيمي والوجودي من خلال تمثل وعي الانسان غير المنضبط بعلاقات متشعبة من السلط التي تحد من إمكاناته والتي تساهم في بلورة الكثير من بؤر ومراكز المنع والحضر وهكذا ضمن حلقة مفرغة من الاهمال والنسيان للجسد الانساني وتطلعاته ورغباته التي تعمل جميع السلط التقليدية على الحد منها وايجاد الكثير من مراكز التبرير والقبول اللذان يؤديان الى الترويض والتدجين بشكل حقيقي يبتعد عن مقومات التربية الحره .
أشكال التربية


عدل سابقا من قبل أبوسيف في الإثنين فبراير 25, 2008 1:33 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ramdane
عضونشط
عضونشط
ramdane


العمر : 59
المدينة : أم البواقي
الوظيفة : إطار في التربية
البلد : التربية والعولمة Algeri10
  : التربية والعولمة 15781610
تاريخ التسجيل : 08/11/2007

التربية والعولمة Empty
مُساهمةموضوع: التربية والعولمة الجزء الثاني :نحو تربية حداثية جديدة   التربية والعولمة Emptyالإثنين فبراير 25, 2008 11:05 am

أشكال التربية:هناك شكلان من التربية الاولى قائمة على الطبيعة اي التربية الطبيعة والثانية التربية من وجهة نظر الحياة الاجتماعية ، فالاولى تتحددمن خلال الطبيعة وما تحوي من قدرة مستمرة للحياة والوعي والحركة والاستمرار والتواصل ..الخ حيث نستطيع ان نجد آثار هذه التربية القائمة على الطبيعة في الحياة اليونانية القديمة وما كان يتمثلها من تقابل جوهري لكل ما يشمل الكون لانه موطن المقدسات لدى اليونان، حيث كان هناك امتزاجا بين الطبيعي والاجتماعي في الحياة اليونانية بإعتباركل مافي الوجود حافلا بالالهة كما يرى دوركهايم (2) ، ومن ثم لم تكن الطبيعة في نظر اليونانيين سوى تلك القدسية الهائلة وما تحوي من اكوان ومتعاليات ، بحيث يصبح الوجود الانساني التجريبي ماهو إلا شبحا او مثالا غير مؤسس له الواقعية والجاهزية الاجتماعية بمنظورها المعاش ، هذه التربية القائمة على الطبيعة وجدت كإنعكاس للواقع المديني اليوناني ، وهي فيما تعنيه التخلي الكامل عن جوهر المسائل الاجتماعية المرتبطة بالعادات والتقاليد المكتسبة ، ومن ثم لايوجد هناك انخراط في المجتمع عن طريق التربية كتلقين او ترويض اجتماعي حيث يترك كل ذلك الى الطبيعة وما تحمل في طياتها من متناقضات تقود بجوهرها الكائن الانساني ، ان ذلك النوع وجد نتيجة شعور الانسان بأنه يعيش سلسلة من السلط التي تقيد نموذج حياته ، ومن ثم يعد الانخراط في الحياة الاجتماعية ماهو إلا زيادة في الوهم والتظاهر الاجتماعي .
ان رفض الحياة الاجتماعية القائمة ماهو إلا دليل على عجز الذات البشرية عن الاصلاح بإعتبار العالم المادي الاجتماعي يسوده الكثير من الفساد ، ومن ثم هو مكون من عدة طبائع تخل بجوهر الوجود الانساني وهذه الطبائع مرتبطة بالانانية او الرغبة في الاستحواذ والامتلاك اظافة الى سلطة الاستبداد والطغيان وسلطة الديماغوجيا التي تمارسها الطبقة المالكة لجوهر الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية ..الخ حيث يقول اوبير ان التربية الطبيعية كانت موجودة لدى " آنتيستين antisthene " والكلبيين وكذلك لدى اصحاب المذهب الطبيعي القائم على فلسفة الاحتمال " ابيقور " هو موقف اناس جعلهم التنظيم الاداري الجديد للامبراطوريات وبصورة خاصة الامبراطورية الرومانية لايؤمنون بطبيعة الحياة المدنية الجديدة ، ومن ثم ادى بهم الامر الى اعتزال العالم المادي المعاش لان المدنية وجدت في عالم يتسع بإستمرار (3) .
ان المذهب الطبيعي وجد كذلك في عصر النهضة حيث اتخذ سبيلا للتربية ، وذلك من اجل الفرار من الحياة الروحية التي كانت تضفيها الكنيسة وسلطتها ومن ثم عاود الظهور في القرن الثامن عشر مع التطورات المنجزة في مجال العلوم والصناعة ومجمل التطورات التي قادتها وانجزتها الحداثة من نزعة علمية صارمة ومن عقلانية في التنظيم الاداري والسياسي ومن تعقيد هائل وكبير ضمن فضاء المدن حيث سيادة النزعة العلموية فيما بعد كل ذلك جعل المذهب الطبيعي في التربية اكثر حضورا ورائد هذا التفكير او المذهب هو جان جاك روسو الذي كان لايدعو الى تربية الاجيال الصغيرة عن طريق تعليم الفضيلة والحق ،وانما يتركوا بلا اية تعاليم او تقاليد من الممكن ان تتمثلها هذه الاجيال الى سن الثانية عشر ، بحيث يمكنها ان تتجنب الاثم ومن ثم تستطيع الحصول على عصمة الفكر من الخطأ ، ومن ثم يؤدي ذلك فيما بعد الى تفتح البصيرة بشكل متحرر من كافة الكليشيهات الجاهزة التي تضفيها علية ثقافة الجاهز الاجتماعي السائد (4) ومن هنا لايوجدهناك مايسمى تربية عن طريق اللغة الاجتماعية المكتوبة او اضافات معينة تمليها عليه تعقيدات الحياة وتطورها من صناعة وفنون وعلوم ..الخ
ان التربية الطبيعية اذا تجردت من مكتسباتها المرتبطة بكونها جعلت التربية تعتمد على الطبيعة من حيث القدرة على الحركة والتطور والديناميكية الدائبة التي تقود الحياة بشكل عام إضافة الى استخدام معطيات العلوم الوضعية الحديثة والمرتبطة بمنطقية التفكير العلمي ووضوحة فأنها تغدو اي التربية الطبيعية ضربا من الوهم ، إذ ان الانسان منذ فطرته في قوانين ومؤسسات واشكال اجتماعية تحكمه لايمكن الفرار منها ، ومن ثم تعد التربية الطبيعية لاتأتي بثمارها بشكل ايجابي إلا اذا ارتبطت بالتربية الاجتماعية على حد سواء من حيث الاتحاد الجوهري بين الاثنين الطبيعي والاجتماعي ، ومن ثم تصبح ارادة الانسان افراد ومجتمعات اكثر سيرورة وسيادة لارادتها وهنا يندرج ذلك بشكل نسبي وليس بالمعنى المطلق والنهائي ، حيث حاول جان جاك روسو ان يوفق بين التربية القائمة على اساس الطبيعة وبين التربية الاجتماعية من خلال فهمه الى انه من الصعب على التربية ان تصبح اجتماعية إن هي ظلت طبيعية تماما حيث ارتأى الى ايجاد حلا لهذه الهوة التي تفصل فيما بينهما عن طريق العقد الاجتماعي (5)
ان التربية الاجتماعية تعمل على ضمان وصول الافراد الى مكانتهم الطبيعية المحددة سلفا ضمن المجتمع ذاته وفقا لطبيعة التشاكل السياسي والاجتماعي الذي يسود ويسيطر بحيث تغدو التربية خاضعة لهذا التشكيل ليس إلا فالمجتمع الديني على سبيل المثال يعمل على حفظ وضمان وصول الافراد الى مستويات تؤهلهم الى التمثل الجسدي والوجودي للنسق الفكري والثقافي الذي يستند اليه المجتمع الديني ومن ثم مايهدف اليه هو سيادة التوازن الروحي والاخلاقي المؤسس وفقا لطبيعة الجهاز الثقافي السائد ، فالمجتمع اليوناني كان مجتمعا اسريا مدنيا يعلم افرادة مايسميه دوركهايم التمثيلات الجمعية من خلال التحكم بسلوك المجتمع من خلال انظمة الدلالة المرتبطة بالطقوس والاحتفالات والاعياد والازياء وكذلك اللغة المشتركة والسائدة كتعامل اجتماعي ثقافي اقتصادي ..الخ ، وهكذا هو الحال حسب طبيعة المجتمع وما يحتوي من تمثيلات جمعية ، فالمجتمعات الحديثة استطاعت الحصول على ذلك التنظيم والترتيب والفهم الحديث للاشياء والحياة بشكل عام عن طريق تلك الثقافة القائمة على التفكير والتأمل بوضوح ومنطقية لم تكن تعرفها المجتمعات القديمة والبدائية ، انها ظهرت مؤخرا مع تاريخ ظهور الحضارة الحديثة (6) ، والتربية الاجتماعية قد توجد ضمن اطارها المحافظ ، ومن ثم تستخدم الالزام السلطوي والفرض القسري للقيم والافكار ولاتتغير هذه التربية إلا من خلال حدوث قطيعة معها تجلبها الثورات في كثير من الاحيان او تجلبها القوى التي تملك السيادة دون غيرها او تدفع بها للتغيير قوى المجتمع المدني ضمن التطور الهادئ والتدريجي ، وهنا نقول ان اكثر النماذج الاجتماعية السائدة والمنتصرة تاريخيا وسياسيا تنزع الى المحافظة على قيمها ومن ثم تصدر اطارها وشكلها وطقوسها واساطيرها فيما بعد الى الذوات البشرية الاخرى من اجل تمثل اكثر ورسوخ اكبر،من اجل ضمان بقاءها كقوة مهيمنة ومدركة للعالم اجمع من خلال لغة النموذج المنتصر ليس إلا ، حتى وان كان هذا الاخير يحمل في داخله الكثير من الاستلاب والنفي لقيمة الانسان ووجوده .
ان التربية الناجعة هي تربية الحرية هذه التربية لاتضفي النموذج غير خاضعة الى الايديولوجيا ، انها تربية ناشطة وناهضة تقود الى التحرر من الكيليشهات الجاهزة ، بحيث يغدو وعي الحرية اساس وسند للتربية ذاتها ، ومن ثم لايكون لدينا هناك ادوات للضبط والقسر ، هذه الادوات تؤدي الى خلق مجاميع بشرية متماثلة مع بعضها ومن ثم هناك الاستنساخ والتكرار للافكار والاجيال والاعمال والازمنة .
التربية العسكرية واثرها على المجتمع
ان الثكنة العسكرية تعد في حد ذاتها مصدرا للالغاء الاجتماعي والثقافي والمعرفي خصوصا إذا جرى عملية تعميمها على نطاق المجتمع ككل من خلال فرض قيم وثقافة العسكر وعنفيتها من اناشيد واساطير واحتفالات وتبجيل مطلق لصفات القادة والزعماء الابطال محرري الامة الطوبى ، بحيث تغدو هرمية السلطة او تداولية الاوامر العسكرية نسقا ثقافيا سائدا ، ومن ثم كل مافي الحياة من خلايا اجتماعية زمكانية ترتبط بروح وقوة العنف التي تبثها لغة الضبط والقسر والتماثل العسكري والانصهار في بوتقة الواحد الكلياني ، ومن هنا تتكون فكرة السجن الاولي ليشمل المجتمع بأكمله فيما بعد عن طريق قيم وثقافة العسكر .
ان المجتمع عندما يتمثل ضمن جسد غاطس في حقل من تعددية السلطات المستبدة المراقبة والمعاقبة ، فأن التربية ضمن هذا المجتمع لا تعد ضمانه ناجعة للاستمرار والتطور ومن ثم لايوجد هناك سوى ذلك القذف اليومي لكل مايشكل لدى الجاهز الاجتماعي السائد من غلو وتطرف ومن ثم ترسيخ للعنف وايثار الجانب السلبي للمعرفة والافكار حيث يقول كورنو " ان كل جيل ينقل عن طريق التربية ، ثروة من الافكار الى الجيل الذي يليه مباشرة ، وبينما تجري هذه التربية وذلك النقل يخضع الجيل التربوي لاثر جميع الاحياء من الجيل السابق الذين مازالوا يسهمون بحظ من النشاط في الدولة والمجتمع وفي حركة الافكار والاعمال " (7) وهنا تبدو حركة الاجيال التربوية لاتسير في نسق واحد او في منظومة افكار معينة لديها الثبات بشكل دائم بل هي قابلة الى التغيير من حيث الصعود والنزول ، الايجاب والسلب ، كل ذلك مرتبط بماهو سياسي وثقافي مجتمعي مضاف اليه طبيعة التراكمات والمعارف والنماذج السياسية التي تؤدي الى ظهور نوعية الاجيال الاجتماعية وطبيعة تكوينها ، فمجتمعاتنا العربية الاسلامية لم تحمل في داخلها تلك الاجيال الرائدة في رفد التقدم والتغيير وممارسة الانسنة سلوكا ومنهجا وفي مختلف المجالات والاصعدة ،وان كانت هناك ، فأن القدرة على ثلمها واجهاض طموحاتها كان سهلا ومباشرا من قبل السلطة المؤسسة مابعد الاستقلال لتؤسس الانظمة العسكرية المعبئة بالايديولوجيا المحاربة والعسكرية داخل البلدان فحسب ، ومن تحارب او على من تؤسس خطابها العنفي والسلطوي ، لايوجد سوى الاجيال الطافحة بالحلم والرغبة في حياة افضل بلا تبعية ثقافية او تمثل الذات عن طريق التكلس الثقافي والوجودي للماضي القديم والقيم الغابرة فحسب ، هكذا ولدت الاجيال العسكرية لتفرض على القادم ذلك الهوس القومي المحارب بشكل زائف وتضليلي الى حد بعيد ، وذلك تماثلا واستنساخا للتجارب العسكرية النازية التي تفرض هيمنة الحزب والنظام الواحد والوحيد على جميع مفاصل ومجالات الحياة ، فهاهو وزير المعارف في زمن هتلر يقول " ان العرق والدفاع ومبدأ السلطة والتدين هي الاسس الضرورية للعمل التربوي فلنشح بوجهنا إذن عن الموضوعية السائدة حتى الان "(Cool ان الاجيال العسكرية لم تكن تحمل في داخلها تراتبية وهرمية الافكار وثرواتها التي تؤدي الى التواصل وبناء ذوات غير ممارس عليها عنصري التغبية الاجتماعية والتضليل الاعلامي الجماهيري عن طريق فرض ظروف اقتصادية واوضاع لا انسانية دائمة تعانيها المجتمعات ، ومن ثم يغدو الحديث عن التدجين والترويض والاستثمار السياسي للجسد الانساني في الحروب والامتثال الاعمى لقيم العسكر وعنفيتها الدائمة امرا له واقعيته السائدة ، ففي العراق مثالا ساطعا لذلك النسيان السلطوي ومثالا ساطعا لتربية دائمة على الفقر والجوع والحرمان لملايين من البشر ، وذلك ليس من خلال التربية على الفقر المادي فحسب بل التربية على الجهل والتخلف والعنف وادراك العالم من خلال نسق الثقافة والتربية العسكرية التي دجنت الكثير من الاجيال الاجتماعية في العراق، وهكذا نقول ان التربية العسكرية عندما وزعت قيمها على المجتمع لم تكن مؤسسة داخل طبقة اجتماعية ثقافية مدركة ومستوعبة لطبيعة الذات العربية وما يحيطها من تغيرات وتطورات على مختلف الاصعدة بل هي جاءت كنتيجة حتمية من مجتمعات غير قادرة على انتاج النشوء المديني المتسامح ومن ثم انتاج لحظة الحداثة المرافقة لتطور الذات التي يتخللها القدرة على الفهم والاستيعاب للذوات المتقدمة والمنجزة تاريخيا لقيمة الحداثة ، وذلك لانها غارقة تاريخيا بعدة ازمات ومشاكل لم تستطع ان تجد لها الحلول والمنافذ التي تستطيع من خلالها التوفيق بين القيم الجديدة وما تملك الذات العربية الاسلامية من قيم وعادات مؤصل لديها قيمة الانسان ذاته ، ومن ثم ممارسة الانتشار الذاتي العربي الاسلامي كنموذج ثقافي مقدم الى الحضارات الاخرى بشكل مدني ومتسامح يعكس الجذور الثقافية المؤسسة وفق الارادة المجتمعية بلا تبعثر وتشظ قيمي واخلاقي وحداثي ..الخ ، هذا ما لم تستطع ان تقوم به جميع النخب العسكرية التي شوهت المجتمعات العربية الاسلامية وانتجت وعي العنف كمحصلة نهائية بسبب فشل مشاريع التحديث لانها في الاساس لم تكن قائمة على وعي الحرية ذاتها ولم تكن قائمة على ارادة هذه المجتمعات .
الكاتب :وليد المسعودي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




التربية والعولمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية والعولمة   التربية والعولمة Emptyالأربعاء مارس 05, 2008 7:35 pm

موضوع روعة اخي رمضان واتمنى تقبل مني هيدي المساهمة البسيطة
نحن والعولمة
مأزق مفهوم ومحنة هوية

محمد فاضل رضوان Very Happy Razz :shock: bom

عادة ما تقدم العولمة باعتبارها مصطلحاً قلقاً يرتبط ذكره بالتوجس والتحفظ بالنظر لتعدد حضوره في مختلف الخطابات السياسية والاقتصادية والثقافية المعاصرة، دون أن يكون هناك سياق جامع مانع يتحكم في سيرورة هذا المفهوم، فيسمح بوضعه في إطار تعريفي قارٍّ كغيره من المفاهيم، ففي حين يبدو للوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بمصطلح جديد يكاد تداوله الإعلامي يتجاوز البضع سنوات، فإن كل من هانز بيتر مارتين وهارولد شومان في كتابهما "فخ العولمة" يرسمان له جذوراً تاريخية عميقة تعود إلى أكثر من خمسة قرون، منذ اكتشاف أمريكا وغزوها وكونية عصر الأنوار.1
قلق هذا المفهوم وتداخله مع مفاهيم أخرى من قبيل العالمية،2 هو ما يجعل بعض الدراسات الحديثة ترفض حتى الاعتراف به، إذ تعتبره مجرد خرافة وموضة عصر.3 إننا بحسب تعبير المفكر الفرنسي ريجيس دوبري (regis debri) أمام نظام لا يزال قيد التشكل بأدوات ومحددات نظرية غير موعى بها وعياً تاماً، كما وقع بالنسبة لانتقال العالم من العصور الوسطى إلى عصر التنوير، أو من الموجة الفلاحية إلى الموجة الصناعية، أو من الموجة الصناعية إلى الموجة المعلوماتية، وهي ذروة الحداثة.4 ولعل هذا ما جعل روبرتسون (robertson)، أحد أبرز منظري العولمة في العالم، في تحقيبه الشهير لتاريخها يطلق على المرحلة الخامسة التي تتمثل الصورة المعاصرة التي نحن بصدد عيشها مرحلة عدم اليقين،5 التي تحيل بالضرورة على قلق المفهوم واستعصاء حصره اصطلاحياً أو وظيفياً، غير أن مسحاً سريعاً لمجموعة من التعاريف المقدمة من قبل مجموعة من المفكرين والأكاديميين قد تتيح لنا استخلاص بعض مؤشرات سيرورة المفهوم على الأقل:

يعرف سمير أمين العولمة بكونها الاختراق المتبادل في الاقتصاديات الرأسمالية المتطورة بدرجة أولى، ثم توسيع المبادلات بين الشمال والجنوب على اعتبار أنه يمثل سوقاً مهمة،6 فيما يذهب هوبرت فيدرين (Hubert vedrine) إلى أن العولمة ليست فكراً ولكنها وقائع تقنية فرضت نفسها على الساحة الكونية، وفي فرضها لنفسها أقلقت الجميع، وبخاصة الدول ومؤسسات القطاع الخاص، إنها ظاهرة لا تمس أي اقتصاد، وإنما بالحصر اقتصاد السوق والاستهلاك، واقتصاد تحويلات العملات والتدبير الاستثماري.7 أما صادق جلال العظم فيعرفها بكونها وصول نمط الإنتاج الرأسمالي، عند منتصف القرن تقريباً إلى نقطة الانتقال من عالمية التبادل والتوزيع والسوق والتجارة والتداول، إلى عالمية دائرة الإنتاج وإعادة الإنتاج ذاتها.8 بينما يرى عزمي بشارة أنها طغيان قوانين التبادل العالمي المفروضة من قبل المراكز الصناعية الكبرى على قوانين وحاجات الاقتصاد المحلي.9

هذه التعاريف وإن كانت تتقاطع فيما بينها من حيث تركيزها على الجانب الاقتصادي والتقني الذي يبلغ أوجه في المد المعلوماتي، فهي لا توازي أهمية المفهوم وحضوره المتشعب في مختلف الخطابات المعاصرة؛ لأننا بهذا المعنى بصدد اعتبار العولمة مجرد ممارسات جديدة في التجارة والاقتصاد المتبادل تستند إلى قوة التدفقات المالية في سوق عالمية واحدة، واتساع رقعة المبادلات التكنولوجية، وبخاصة عبر وسائل الاتصال والإعلام،10 ما يجعل مقاربتنا للعولمة قاصرة عن الإحاطة بشموليتها واختزالاً لها في بعض مكوناتها، و إهمالا غير مبرر لتجلياتها المختلفة والمتعددة الأشكال والألوان، الشيء الذي يتطلب ضرورة الوقوف بدقة وشمولية، إن لم يكن على دلالة المفهوم وهو أمر لا زال مستعصياً كما أسلفنا، فعلى تجلياتها على مختلف مظاهر الحياة الإنسانية، وفي مقدمتها المعطى الثقافي والتربوي الذي يدخل بشكل مباشر في تشكيل الهوية والخصوصية المحلية التي تشير أغلب الدراسات إلى أنها قد تكون الضحية الأولى لموجة العولمة، باعتبارها سيراً نحو التنميط من خلال تمرير نموذج ثقافي واحد يكتسح الثقافات الجهوية، ويضع مصيرها في خانة الموضوعات التي قد تشغل اهتمام الأنثروبولوجيين بعد زمن قليل. Very Happy Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التربية والعولمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات التربية والتعليم عين آزال :: القسم التربوي العام :: منتدى التربية وعلم النفس التربوي-
انتقل الى: