الزعماء كثيرون بعضهم في ميدان العلوم والأخرون في مجال السياسة كالأمير عبد القادر والأمثال كثيرة قال تعالى "ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم"
وهناك زعيم على قيد الحياة يعيش بيننا ولكن لا يعرفه الكثير ألا وهو "عمي عيسى"
عيسى عين أزال.................بطل الأبطال
احترق ليضئ لنا الدرب
عانى ليورث لنا الحياة ...عاش البؤس والحرمان...لنعيش النعيم ...رجل من البواسل ...عظيمء حفظ التاريخ اسمه بين طيّاته...وذكرت له الشهادة أعطم البطولاتء رجل حفظ العهد...وصان الأمانة ...ما نكست له رأس...وما وهن له بدن...فكان من بين من قال فيهم جل وعلا
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
سورة الأحزاب الأية23
يصرخ صوت ليدّوي عاليّا في قريتنا ليقول وبكل فخر واعتزاز:
ها أنذا...تمتد أيدينا ء لتصافح يدا مباركة إنها يد
"عيسى عين أزال"
هذا البطل الذي زرع الرعب في صفوف العدو ء و زلزل الأرض من تحت أقدامهم ...حيث كانت تعلن حالة الطوارئ حال نزوله من الجبل ...ونحن ارتانا أن نكسر عزلة هذا الرجل ونخرجه من قوقعة النسيان ...لنطفو به أعلى ونقول وبشموخ :أنت بطل الأبطال عبر هاته الإستضافةء علّها تفي له بعضا من حقّه ولو بكلمة .
فقد ولد المجاهد "عيسى مرزوقي" الملقبب: "عيسى عين أزال" ء بتاريخ 21/07/1930ء بدوار بوهلال ببوطالبء إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني في 10 /10/1955ء حيث عمل بعدة مناطق بالولاية التاريخية الأولى (ثلاث سنوات بباتنةء و أربع سنوات بسطيف)ء ونظرا لخصاله الحميدة ونضاله المستيتء عين كأمين قسمة ء ثم ترقى إلأآ رتبة ملازم
خاض البطل معارك شتّى منها :عركة بني لماي ببوطالب سنة 1956 ء ومعركة أولاد تبان وام يقتصر جهاده في منطقة معيّنة بل شمل جهات عدّة ء فقد قام بدورتين نحو الشرق إلى الحدود التونسية سنة 1957 حيث قام بجلب الأسلحة (حوالي 43 بندقية كلاشنكوفء وذخيرة أخرى) محملة على البغال ومع وصولهم ضحية "النّمامشة" بضواحي عين البيضاء قام مع رفاقه بمعركة ضارية راح ضحيتها حوالي 50 من عناصر العدو ء ولم يستشهد منهم أحد وعاودته الكرّة في سنة 1958 إثر تنقله من مدينة مروانة إلى مدينة نقاوس في منتصف الليل ء حيث داهمهم العدو وقام بملاحقتهم بالطائرات ء وفيها أصيب في يده وأذنه ببعض الحروق.
واستمر به النضال إلى غاية 1960 حيث حكم عليه بالسجن وعذّب أشدّ العذاب ء بعد إغرائه من طرف قائد الإحتلال الفرنسي بمعاونته لهم مقابل أجرة مغريةء فرفظ التعامل معهم
عاش المجاهد ليرى نور الإستقلال فعيّن كشرطي بلدي ء ثم أحيل للتقاعدء وهو الآن لا يزال على قيد ء أطال الله عمره زار بيت الله الحرام ء ويقضي حياته اليومية بين البيت و المسجد ء وأحيانا الجلوس مع الأصدقاء وقراءة الجرائد الوطنيةء
عمي عيسى رجل اجتماعي ء محبوب لدى جميع فئات المجتمع لكونه يمتاز بروح الدّعابة ء ساعات الجلوس معه تعدّ بالدّقائق
نرجوا من المولى أن يبارك له فيما تبقى له من عمره ء وأن يجعله من ورثة الفردوس وأن يختم نضاله وكفاحه بحسن ختام .
تقبّل الله جهاد هذا المجاهد ء وجعل أحسن أعماله خواتيمها ...اللّهم آمين
ندائ:من له معلومات أخرى أن يفيدنا بها وأجره على الله .