السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك
الوقت من ذهب إن لم تستغله ذهب
إليكم هذه القصة : "طفلي الصغير منذ مساء أمس و صحته ليست على ما يرام , عندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به ألى المستشفى رغم التعب و الإرهاق إلا أن التعب لأجله راحة
حملته وذهبت لقد كان المنتظرون كثير ربما نتأخر أكثر من ساعة أخذت رقما للدخول على الطبيب و توجهت للجلوس في غرفة الانتظار . وجوه كثيرة مختلفة , فيهم الصغير و فيهم الكبير , الصمت يخيم على الجميع .يوجد عدد كبير من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الإخوة . أجلت طرفي في الحاضرين ,البعض مغمض العينين لا تعرف فيما يفكر , آخر يتابع نظرات الجميع , آخرون تحس على وجوههم القلق و الملل من الانتظار.....
لفت نظري شاب في مقتبل العمر لايعنيه أي شيء حوله . لقد كان معه مصحف جيب صغير يقرأ فيه لا يرفع طرفه . نظرت إليه و لم أفكر في حاله كثيرا لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت .ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها و أنا فارغ بلا عمل و لا شغل بل انتظار ممل
أذن المؤذن لصلاة المغرب , ذهبنا للصلاة في مصلى المستشفى حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف بعد أن أتممنا الصلاة سرت معه و أخبرته مباشرة بإعجابي به من محافظته على و قته . و كان حديثه يتركز على كثرة الأوقات التي لا نستفيد منها إطلاقا و هي أيام و ليالي تنقضيمن أعمارنا دون أن نحس أو نندم .
قال إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت . وأخبرني أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل بل قراءتة في المصحف زيادة على الأجر و المثوبة إن شاء الله تقطع عليه الملل و التوتر و أضاف محدثا قائلا إنه في مكان النتظار منذ ما يزيد عن الساعة و النصف و سألني : متى ستجد ساعة و نصف لتقرأ فيها القرآن
تأمات كم من الأوقات تذهب سدى . كم من لحظة في حياتك تمر و لا تحسب لها حسابا بل كم من شهر يمر عليك و لا تقرأ القرآن.............................."
هذه القصة أردت أن أنقلها للمعنى الذي تحمله
فكم من الوقت نضيع و لا نحسب لذلك حسابا حتى أننا ربما ننسى قراءة القرآن
و شكرا