السلام عليكم
صورة بليغة فعلا ورائعة تنم عن ذكاء وذوق رفيعين ، ولكني أعلّق ، وأرجو ألا أوذي أحدا بهذا الرأي – وقد أكون مخطئا فيه- وهو أن جيل الأجداد لم يكن يعتمد على الدولة لتوفر له مناصب العمل بل كان يهيئ نفسه منذ نعومة أظافره على الحرفة التي سيمتهنها في مستقبل حياته، فيستعد للفلاحة إن كانت له مؤهلات (الصحة وقوة الشكيمة....) أو للتجارة أو الحدادة أو التأليف أو الإدارة أو الخياطة والتدبير....إلى غيرها من الحرف الخاصة والتي يميل إليها الإنسان بطبيعته وميوله ولِنَقُلْ بموهبته، وهي الأعمال المنتشرة في ذلك الوقت، وعليه يكون الاعتماد على النفس من أولوية الأولويات التي يُربى عليها الأبناء، بينما المهن التي تهيئها الدولة نادرة ولا يفكر فيها إلا الصفوة إن صحّ التعبير.
أما الآن فقد انقلبت المفاهيم، فمتخرج الجامعة لا يحرك ساكنا - إلا من رحم ربك - ويبقى منتظرا سوق العمل (من الدولة وليس من الخواص)، علّها تفاجئه بمهنة ما...
وأرى بأن نظرية الأجداد في تربية الأبناء على الثقة بالنفس، وإطلاق العنان للمبادرات الذاتية وتصور أساليب المعيشة من الصغر والاستعداد لها ، نظرية صائبة ، ينبغي أن تُعزّزَ في عصرنا الحاضر بتنشئتهم على حب الدين والقيم الإسلامية والإنسانية وحب العلم والعمل، اعتمادا على الذات أولا، ومثل هذه التربية تجنب أبناءنا المتخرجين والمتخرجات انتظار مصير مجهول، وقد لا يستوعبهم الدلو الذي برز في هذا الكاريكاتير الرائع.