شهدت، مساء الإثنين، بلدية قلال، جنوب ولاية سطيف، حالة من الرعب، عمّت كامل البلدة، تسبب فيها شاب مصاب بعاهة عقلية، أقدم على اختطاف تلميذة في الثانية عشرة من العمر، باستعمال مسدس بلاستيكي بحجم المسدس ولكن عبارة عن لعبة أطفال.. وهدد بقتلها بطلقة نارية في رأسها، وسط ذهول كبير للمارة وحالة ذهول هستيرية، فتحدثوا عن إرهابي جاء لتهديد هذه المنطقة الآمنة.
الحادثة، وقعت في حدود الساعة الرابعة والنصف مساء، عند خروج التلاميذ من متوسطة سراي، أين كانت كل الأمور عادية، لكن فجأة ظهر شاب في الثلاثينات، ملتح، يرتدي ملابس نظيفة ويضع نظارات شمسية، وفي لقطة غريبة أخرج مسدسا يبدو كأنه أوتوماتيكي، ودون تردّد أمسك بتلميذة خرجت من المتوسطة ووضع المسدس على رأسها وأمرها بأن تتبعه، فكان يصرخ بأعلى صوته في وجه التلميذة البريئة ويهدد المارة إن حاولوا الاقتراب منه. ولما حاول بعضهم، صوّب نحوهم السلاح ففروا في كل الاتجاهات، ليطلب أحدهم النجدة من رجال الدرك الوطني، الذين تدخلوا على الفور لقرب المسافة بين مكان الحادثة ومقر الفرقة. وحينها قرّر الشاب إطلاق سراح الفتاة وراح يركض في كل الاتجاهات، مهددا الجميع بسلاحه الذي صوبه في اتجاه كل من حاول الاقتراب منه، دون أن يطلق النار.
وأثناء المطاردة، قام رجال الدرك الوطني بإطلاق طلقات تحذيرية في السماء، وتحول المشهد إلى مطاردة بوليسية، فرّ خلالها المتهم إلى أرض زراعية أين رمى مسدسه البلاستيكي، واستسلم لرجال درك المدينة، الذين ألقوا عليه القبض، واكتشفوا أن مسدسه مجرد لعبة مصنوعة من البلاستيك. ويتم التحقيق معه وسط تأكيدات أن الشاب منطو على نفسه ولا يخرج من بيته إلا نادرا. وقد فتحت الحادثة باب التأويلات والاشاعات، خاصة أن المتهم ملتح وتبدو عليه ملامح التطرف، ما جعل البعض يتحدث عن إرهابي جاء من خارج المدينة. وعند إحالة المتهم على التحقيق بدت عليه ملامح العاهة النفسية، ليتم إيداعه الحبس قبل عرضه على طبيب لمعاينة حالته.
سمير مخربش جريدة الشروق 2016/04/19