بما أنه لا يوجد منتدى للشعر والأدب، و السيد المتقاعد يحتاج إلى الترفيه والتسلية أكثر من الجد الذي طبع شبابه وكهولته ، وربما لا زال يتذكر تعبه مع الشرح والتصحيح ...الخ.
أسعد بأن أنقل قصيدة (تمزج بين الجد والهزل) لهذا الجيل الفّذ الذي رفع رأس العربية وهامتها وعزتها في وقت كنا أحوج الناس لمن يتكلمها ، وكنا نخجل من الحديث بها
إليكم هذه القصيدة المعروفة للشاعر إبراهيم طوقان معارضا بها أمير الشعراء احمد شوقي
شوقي" يقول وما دَرَى بمصيبتي ****************** " قمْ للمعلم وفـّه التبجيلا"
اقْعُدْ، فديتك، هل يكون مبجلا؟ ***************** من كان للنشء الصغار خليلا!
ويكاد ( يفـْلقني) الأمير بقـوله ***************** كاد المعلم ان يكون رسولا
لو جرّب التعليم (شوقي) ساعة ***************** لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المـــعلم غُمّة وكآبة ***************** مرآى ( الدفاتر ) بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هـي صُلِّحت ***************** وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أن في "التصليح" نفعا يرتجى***************** وأبيك، لم أكُ بالعيون بخيلا
لكن أُصلح ُغلطة نحـــوية ****************** مثلا، واتخذُ " الكتاب" دليلا
مستشهدا بالغُـــرّ من آيته ***************** أو " بالحديث مفصلا تفصيلا
و أغوص في الشعر القديم فأنتقي*****************ما ليس ملتبـسا ولا مبذولا
وأكاد أبعث ( سيبويه ) من البلى ***************** وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى (حمارا) بعد ذلك كلّه ***************** رفع المضاف إليه والمفـــعولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة ***************** ووقعت ما بين " البنوك" قتيلا
يا من يريد الانتحار وجــدته ***************** إن المعلم لا يعيــش طويلا