قضية وزن المحفظة.أساتذة البليدة ينتقدون مقترحات بن بوزيد

قضية وزن المحفظة
أساتذة البليدة ينتقدون مقترحات بن بوزيد

أثارت الأفكار التي اقترحها وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد أمام برلمان الطفل الجزائري مؤخرا، والمتعلقة بالبديل المقترح لتخفيف وزن المحفظة، جملة من ردود الأفعال الساخطة في أوساط الأسرة التربوية وأولياء التلاميذ بولاية البليدة، واصفين الاقتراح بغير المنطقي وغير العملي.
بعد سنوات من الأخذ والرد في مسألة وزن المحفظة التي يحملها التلميذ الجزائري يوميا، والتي تصل إلى نحو 14 كيلو غرام، وهو نصف وزن معظم الأطفال، اهتدى وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد مؤخرا إلى ما قال إنه حل لهذه المعضلة، حيث اقترح إقامة صناديق أو خزائن على مستوى المؤسسات التربوية يودع فيها التلاميذ كتبهم بدل تركها في البيوت وحملها يوميا من وإلى المؤسسة.
ويبدو الاقتراح للوهلة الأولى، حسب بعض الأولياء جيدا، لكن أهل الاختصاص ممن يمارسون العمل التربوي يصفونه بغير العقلاني كونه صعب التنفيذ عمليا، بل ذهب أحد المربين بالبليدة إلى حد وصفه بالهروب من الحلول العملية التي تم اقتراحها سابقا بخصوص تخفيف وزن المحفظة.
فمن الناحية العملية، وعلى الصعيد المادي، فإن توفير صناديق لإيداع الكتب يعني إقامة نحو ثمانية ملايين صندوق، وهو تعداد التلاميذ الذين يزاولون دراستهم في المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاثة، وبعملية حسابية بسيطة فإن ما تكلفه هذه العملية لا يقل عن أربعة ملايير دينار من خزينة الدولة، أي 400 مليار سنتيم، إذا افترضنا أن تكلفة الصندوق الواحد هي 500 دج.
وبالإضافة إلى التكلفة المالية الكبيرة لمثل هذه العملية، فإن الجدوى منها، حسب خبراء التربية في الميدان، قليلة جدا، ويصلح تنفيذها في مؤسسات دون أخرى، حيث يطرح في كل المؤسسات التربوية مشكل الكثافة العددية والاكتظاظ. وإيجاد مثل هذه الصناديق يعني البحث عن مساحات إضافية داخل الأقسام أو في أماكن أخرى من المؤسسة، الأمر الذي يقلص من هامش التحرك للتلاميذ خاصة في المرحلة الابتدائية، وليس ثمة مؤسسات كثيرة مهيأة لذلك. وستشكل هذه الصناديق عامل ضغط إضافي وفوضى يستلزم على القائمين على شؤون التربية في المؤسسات تخصيص وقت إضافي للإشراف على عملية إيداع وسحب الكتب من الصناديق، فإذا كان سيخصص لكل تلميذ دقيقة واحدة، فهذا يعني أن ثمة ثمانية ملايين دقيقة تضيع يوميا.
وبالنظر إلى الحالة المتردية لعموم سلوك التلاميذ في المؤسسات التربوية والانتشار المقلق لظاهرة العنف والسرقات واستهلاك المخدرات، فإنه من وجهة نظر بعض مسؤولي المؤسسات التربوية، لا يستبعد أن تتحول الصناديق إلى مصدر إضافي للمتاعب، حيث يمكن أن تحول إلى مخازن للأسلحة البيضاء والمخدرات ومجالا للسطو على ممتلكات الزملاء. وفي أحسن الحالات فإن الأمر يتطلب الاستعانة بأعوان أمن من بين المستخدمين الحاليين أو توظيف آخرين لتنظيم عملية إيداع وسحب الكتب من الصناديق ومراقبة ما يوضع بداخلها، حفاظا على أمن المؤسسة التربوية.
ومن ناحية أخرى فإن ثمة أخطارا لم تؤخذ في الحسبان، فكيف يمكن تحميل تلميذ في السنة الأولى أو الثانية أو الثالثة ابتدائي مسؤولية حمل مفتاح خاص به وفتح صندوق وغلقه، وإذا ضاع فما مصير كتبه داخل الصندوق؟ وهو ما يعني صرف أموال إضافية على كسر وإعادة إصلاح الصندوق. وعمليا كذلك، حسب خبراء التربية، فإنه حتى لو تم وضع هذه الصناديق فإن وزن المحفظة الذي يحمله التلميذ يوميا لن يخف، وإذا كان المقصود هو أن تنقل كل الكتب من البيت إلى الصندوق لتودع هناك، فكيف يمكن التلميذ القيام بواجباته المنزلية والمراجعة في البيت؟
واعتبر أحد الأساتذة، صاحب اقتراح سابق بتخفيض وزن المحفظة، مقترح الوزير بأنه صعب التنفيذ. وبخصوص مقترحه العملي، والذي سبق لـ''الخبر'' أن تناولته في أحد أعدادها السابقة، فإنه يتمثل في التخفيف من حجم الكتب المدرسية، ليس بتقليص المحتويات وإنما بتقسيم الكتاب الواحد إلى ثلاثة أجزاء، يتناول كل جزء فقط الدروس المتعلقة بفصل من فصول السنة الدراسية، وفي الفصل اللاحق يتم الاستغناء عن الجزء السابق بجزء جديد، وهكذا.. وإلزام التلميذ بالكراريس صغيرة الحجم، وبهذه العملية سينخفض وزن المحفظة إلى الثلث، وعوض أن يحمل التلميذ 14 كلغ يوميا، لن يحمل بهذه الطريقة إلا 3, 4 كيلو غرام، ويمكن تفادي متاعب النفقات الإضافية والسرقات وتضييع الوقت.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الخبر.عدد يوم 22مارس 2008

لله در هذا التلميذ المسكين ، الصورة أبلغ إنباء من الكتب .

عضو البلد : : تاريخ التسجيل : 07/08/2007

" A much a do about nothing" !!! او كما يقول المثل الشعبي " المندبه كبيرة و المت فار ، لماذا لا نخفف من برامج الدراسة التي اصبحت الهاجس اليومي الذي يشغل بال المدرس ، فهو يفكر ليلا نهارا في كيفية التوصل الى تمكين التلاميذ من بناء مشاريع ضخمة و خاصة في اللغات الأجنبية مع الرغم من ان هذا الأخير لم يتمكن بعد من الحروف البجدية ، و الله لإنه امر محير و يدع الى التساؤل عن هؤلاء اللذين يقومون بإعداد البرامج المعقدة التي تعجز المعلم و الكتب الثقيلة التي ترهق كاهل التلاميذ

» بعض مقترحات UNPEF الخاصة بنظام التعويضات
» أساتذة ''الكنابست'' يعودون إلى الإضراب قريبا
» أساتذة بالتعليم الثانوي يستنكرون الغش المفضوح
» بن بوزيد يصدر تعليمات صارمة لمديري المؤسسات
» «بن بوزيد» يؤكد أن تعديلا في البرامج سيمس كل الأطوار..