zohair عضونشط
العمر : 34 المدينة : ainazel الوظيفة : chomage البلد : : تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: كيف تدير حلقة لتحفيظ القرآن الكريم ؟ الأربعاء يوليو 23, 2008 6:52 pm | |
| كيف تدير حلقة لتحفيظ القرآن الكريم ؟ أحمد عبد المحسن العساف
الحمد لله رب العالمين ؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ؛ وبعد : فيا أيها الأخوة الأفاضل الأماجد :
أيُ رجالٍ أُحادث الآن ؟ ألستم مَنْ يصدق عليه الحديث الصحيح " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ؟ألستم من جعل الدنيا دَبْر أذنه وخلف ظهره وسعى بجُهدٍ وجَهدٍ وجهاد لتعليم فلذات الأكباد كتاب الله الكريم ؟ بلى ! أنتم كذلك نحسبكم والله حسبكم وحسيبكم ولا نزكي على الله أحدا ؛ ولذا فلكم من غالبية المجتمع كل الحب والتقدير والمؤازرة والدعاء ، فنسأل الله لكم التوفيق والسداد والمباركة في أنفسكم وأهليكم وذراريكم وفي أعمالكم وأعماركم وأموالكم ، وجعلنا الله وإياكم من قومٍ مباركين أينما كانوا مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشر . أيها الأخوة :
موضوعنا في هذا اللقاء : كيف تدير حلقةً لتحفيظ القرآن الكريم ؟
حيث سنتحدث عن الإدارة كعلمٍ وفنٍ وممارسةٍ ؛ ونحاول إنزال الموضوع على واقع الحلق قدْر الإمكان . فما هو تعريف الإدارة ؟ الإدارة هي تحقيق الأهداف من خلال العمليات الإدارية الأربعة : التخطيط ؛ التنظيم ؛ التوجيه ؛ الرقابة .
المستويات الثلاثة للإدارة : • الإدارة العُليا : وأكبر مهماتها التخطيط . • الإدارة الوسطى : ومهمتها الأساسية الإشراف . • الإدارة الدنيا : وأهم مهماتها التنفيذ . ولا يعني هذا أن الإدارة العليا لا تمارس التنفيذ وأن الإدارة الدنيا لاتشارك في التخطيط ؛ فلكل مستوى مشاركة وعمل حسب المناسب .
الالتزامات الثلاثة للإدارة : • التزام باختيار العناصر الملائمة لتحقيق النتائج المطلوبة . • التزام باستخدام هذه العناصر الاستخدام الأمثل . • التزام بالاستمرارية وتحقيق التوازن بين متطلبات المدى القريب والمدى البعيد .
العمليات الإدارية : أولاً : التخطيط • تحديد الأهداف . • وضع البرامج . • إعداد الموازنات . • كتابة الجدول الزمني . وللتخطيط الاستراتيجي عدة أساليب ؛ فمنها : أسلوب تحليل الأسئلة الحرجة : C . Q . M
ماذا يريد المجتمع من الحلْقة ؟ وماذا يريد الطالب منها ؟ ماذا نريد نحن من الحلْقة ؟ ما هو الموقف الحالي للحلْقة ؟ وما نوعية البيئات التي تتعامل معها ؟ مالذي يمكن عمله حتى نحقق أهداف الحلْقة بدرجة أكبر ؟
أسلوب تحليل البيئة : SWOT S : مواطن القوة . W : مواطن الضعف . ويمثلان البيئة الداخلية للحلْقة . مثلاً : كثرة المدرسين وتميزهم عامل قوة يجب استغلاله . ومثلاً : قلة عدد المشرفين عامل ضعف يجب علاجه أو مراعاته عند التخطيط . O : الفرص . T : المخاطر . ويمثلان البيئة الخارجية للحلْقة . مثلاً : بناء جامع كبير في الحي فرصة ينبغي استغلالها . ومثلاً : إعادة بناء المسجد يستلزم البحث عن مكان جديد . ويجب في البداية تحديد رسالة الحلقة ورؤيتها : فتحديد الرسالة مهم في التخطيط . مثلاً : نحن حلْقة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه للشباب في مدينة كذا. والهدف من الرسالة ملاحظة الانحرافات ؛ فمثلاً لو صرف مجموعة من الطلاب جهودهم لإصدار مجلة إسلامية للأطفال لقلنا لهم مكانكم ! نحن حلْقة تحفيظ ولسنا مؤسسة إعلامية ؛ بالرغم من تقديرنا للمؤسسات الإعلامية ذات التوجه الطيب ، وعلى هذا المثال قس . ثم تحديد الرؤية لشحذ الهمم . مثلاً : تخريج أئمة الحرمين والجوامع الكبرى . تخريج مدرسين متقنين للحلق . ثم تحدد الأهداف الإستراتيجية للحلقة ؛ فمثلاً : تخريج حفاظ متقنين من الشباب .
وبعدها توضع الأهداف المرحلية والبرامج العملية لتحقيق هذه الأهداف الإستراتيجية فمثلاً يكون الهدف المرحلي تخريج 10 حفاظ خلال سنة . أو : حفظ 10 أجزاء خلال سنة من قبل 30 حافظاً . ؛ وعند تحديد الأهداف المرحلية ووضع برامجها ينبغي التأكد من تحقق صفات الهدف فيها ؛ وهي مجموعة في كلمة : SMART حيث تعني S أن يكون الهدف محدداً ؛ فلا تقل هدفنا تعليم الناس الخير لتنوع الخير وكثرته ولكن حدد هدفك بتحفيظ القرآن الكريم . M تعني القابلية للقياس ؛ فنحدد عدد الأجزاء المطلوب حفظها كل سنة ( مثلاً 10 أجزاء من قبل 30 طالباً ) . : Aيمكن تحقيقه ؛ فلا يكون الهدف مستحيلاً . ويكون هدفاً متفقاً عليه . R : يكون الهدف واضحاً ؛ واقعياً ؛ مكتوباً ؛ متذكراً . والمعنى أن يكون الهدف غير غامض ويفهمه من يقرأه؛ ويكون واقعياً حسب قدرة الحلْقة ؛ ولا يكتفى بحفظه بل يكون مكتوباً ليسهل الرجوع إليه ؛ ويكون الهدف حاضراً في الذاكرة بحيث توجه لتحقيقه الأعمال . T : الوقت والتحدي ؛ ويعني تحديد زمان لتحقيق الوقت لنتمكن من القياس ، فيقال هذه الخطة : سنوية ؛ ثلاثية ؛ خمسية ، ويكون الهدف فيه روح التحدي والمثابرة لاستحثاث الهمم فلا يكون هدفاً سهلاً يستطيعه الضعيف قبل القوي . تنقسم الأهداف إلى أهداف استراتيجية بعيدة المدى وهذه قد يستحيل التنازل عنها ؛ وأهداف تكتيكية مرحلية قصيرة المدى ويمكن تغييرها حسب الظروف . ويجب أن تتناسب هذه الأهداف مع الأهداف الكبرى التي يقوم عليها العمل مثل : إعداد وتربية جيل قرآني ؛ تقويم سلوك الشباب وحمايتهم من الانحراف ؛ ... الخ . ترتب الأهداف حسب الأولويات ؛ ويعتنى بأهمها .
ثانياً :التنظيم • رسم هيكل التنظيم الإداري . انظر الشكل الملحق . • التوصيف الوظيفي : ليعرف كل عامل مهمته وواجباته وسلطاته ومعايير تقييمه ومرجعيته الإدارية . • اختيار الأشخاص المناسبين لكل مهمة وتكون البداية بإسناد المهمة الأيسر للموظف الأقل خبرة . • تحديد العلاقات بين المسؤولين . رسم الهيكل التنظيمي يكون قبل توزيع المهام . عند توزيع المهام نبدأ بالمهمة الأيسر لتبقى المهمة الكبيرة للرجل المميز . توصيف الوظائف مهم جداً ؛ وعليه ينبني تحديد المسؤوليات والسلطات والصلاحيات . لابد من تسمية نائب للمشرف على الحلْقة من أحد المساعدين الثلاثة ؛ وينبغي أن يتولى هذا المساعد جميع وظائف المساعدين ليطلع على سير العمل من جميع جوانبه فيسهل عليه تصوره مستقبلا عندما يصير المشرف العام ؛ وهدف آخر يتمثل في صرف تركيزه على جانب واحد فقط إذا تولى الإشراف العام لأن هذا الجانب هو المعروف لديه بدقة وباقي الجوانب مجهولة . من خلال الهيكل يتألف فريق عمل ناجح ومؤثر ؛ ولفريق العمل الناجح سمات ولكل سمة درجة ومن خلال مجموع الدرجات تتحدد فعالية الفريق من عدمه ؛لكننا نكتفي بالصفات المجموعة في قولنا : MAGIC M: تعني المهمة والرؤية المشتركة للفريق ؛ بحيث يحمل أعضاء الفريق هماً واحداً . A : القبول للعمل وللعضوية وللزملاء . G :المصداقية أو القواعد العامة ؛ مثل التصويت والاجتماعات إلخ... I : مواطن القوة ؛ بحيث يتمتع كل فرد بميزة على قاعدة " نتكامل ولا نكرر بعضنا " . C : الالتزام بما يتفق عليه ؛ فيذوب رأي الفرد في اتفاق المجموع . ويؤكد الإداريون على أن يشمل كل فريق ثلاثة أنواع من الناس هي : القيادي المتفرد والتحليلي والإبداعي ويلاحظ غياب العاطفي إذ لاحاجة له غالباً .
ويقولون : إذا كنت أنت ومديرك دائماً على رأي واحد فأحدكما لا داعي له . وهذه ليست دعوة للمخالفة من أجل المخالفة ؛ ولكنها دعوة لإبداء الرأي الذي نعتقده بصراحة مؤدبة .
ونحن نرفض أسلوب : وافق أو نافق أو فارق .
ثالثاً : التوجيه : • التحفيز والدعم : ويشمل التحفيز الجانب الإنساني والتدريب والمشاركة . • القيادة . • الاتصال . • توفير المعلومات : ويجب أن يكون تدفق المعلومات إنسيابياً ومن سياسات المؤسسة . يعد الفشل في الاتصال وباء الإدارة المعاصرة . من أساليب القيادة أسلوب التوجيه والدعم ؛ بحيث يزداد التوجيه لمن لا يملك الخبرة ؛ ويزداد الدعم لمن ضعفت حماسته ؛ أما من كانت خبرته وحماسته عالية فيفوض مباشرة . رابعاً : الرقابة : • تحديد المعايير الرقابية . • قياس الأداء . • تشخيص المشكلات . • اتخاذ القرارات .
سياسات مهمة : • لتكن الأهداف والرؤية والرسالة واضحة معروفة وحاضرة في الأذهان . • لتكن المسؤوليات والصلاحيات واضحة غير متشابكة . • التدريب استثمار لا يترك والتفويض قرينه الذي لاينفك . • مراقبة البيئة ومتابعة المستجدات في مجال الحلْق . • استخدام التقنيات الجديدة إن في الحفظ والمراجعة أو في المتابعة والتقارير . • لا بد من مراقبة الانحرافات عن الأهداف والرسالة وتعديل المسار حالاً . • الاستفادة من تجارب الحلق الأخرى . • التجديد والإبداع مطلب ملح . • التواصل المستمر مع أولياء الأمور بالتقارير وعرض الأنشطة . • الاتصال المستمر مع مَنْ يدعم الحلْقة وإبراز الإنجازات . • لابد من التعاون المثمر مع الجمعية وفروعها . • ضرورة الضبط التربوي والإداري والمالي . • إيجاد مناخ عمل آمن ملائم مناسب . • العناية بالجوانب الإعلامية من حيث إعداد الملاحق الصحفية والبرامج المسموعة والمرئية . • الاستفادة من العالم الموازي : الانترنت . • أهمية عمليات المراجعة المستمرة والتقويم الفصلي لعمل الحلْقة . • قد يحسن تأليف مجلس إشرافي على الحلقة يضم إمام المسجد وعلماء ووجهاء الحي وأهم المتبرعين إضافة للمشرف العام . • يجب اعتماد فلسفة الوفرة والابتعاد عن فلسفة الندرة ؛ فبدلاً عن المسجد يوجد ألف مسجد ، وغير المدرس الفلاني يوجد مئات المدرسين وهكذا . • يقع على عاتق مشرف الحلقة والعاملين معه أمانة المحافظة على الشباب من الانحراف وحماية الحلق من الاختراق حتى لا تكون مكاناً لنشر أي فكر أفسده غلو أو جفاء .
وأخيراً : فهذه أسباب والتوفيق من عند الله سبحانه ؛ فأسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يريكم ثمار غراسكم الطيب في الدنيا مع ما يدخره لكم في الآخرة من المثوبة وحُسن العاقبة ؛ والسلام عليكم .
| |
|