توظيف وضعية مشكل في التدريس

مقدمة

اعتمدت المناهج الجديدة المقاربة بالكفاءات التي هي في الواقع امتداد للمقاربة بالأهداف وتمحيص لإطارها المنهجي والعلمي. كما أنها تجعل من المتعلم محورا أساسيا لها وتعمل على اشتراكه في عملية التعلم وهي تقوم على اختيار وضعيات تعليمية مستقاة من الحياة في وضعيات مشكلات,

ترمي عملية التعلم إلى حلها باستعمال الأدوات الفكرية وبتسخير المهارات والقدرات والمعارف الضرورية لذلك .

وحل المشكلات أو الوضعيات المشكلة هو الأسلوب المعتمد للتعلم الفعال حيث يتيح الفرصة للمتعلم في بناء معارفه بإدماج المعطيات والحلول الجديدة في مكتسباته السابقة .

بمعنى نجعل التلميذ يدرك المفهوم الرياضي ويلمس فائدته من تمثيل للمعرفة المقصودة بل ننطلق من مشكل حقيقي الذي نسميه "وضعية مشكل" إن النشاط الرياضي الذي يقوم به التلميذ يسمح له بالانتقال من وضع مشبك للمعرفة إلى وضع منتج لها وبذلك نبتعد عن التلقين .

وعلى هذا الأساس تدعو البرامج الجديدة إلى جعل التلميذ في مركز العملية التعليمية التعلمية بحيث يكون الفاعل الأساسي فيها. أي يشارك فعليا في بناء معارفه العلمية والإجرائية.

ومن هذا المنظور فإن عملية التعليم سيرورة تتطلب أن التلميذ يمر بعدة مراحل.

لذا فعلى المعلم اختيار التدابير العلمية الملائمة والأكثر فعالية لجعل التلميذ يتعلم. ولا يتأتى له ذلك إلا باختيار الوضعية المناسبة وهي "وضعية مشكل" الذي نحن بصدد التعرض لها في عرضنا هذا .

فإن المشكلات المتعارف عليها في الإطار المدرسي متنوعة منها :

- مشكلات يهدف حلها بتوظيف المكتسبات السابقة والتدريب عليها .

- مشكلات يهدف حلها إلى بناء معرفة جديدة ,التي هي محور عرضنا هذا .


مفهوم : وضعية مشكل.



إن كلمة مشكل تعود غالبا في المدرسة إلى التطبيق والتدريب, بمعنى مراقبة مدى استيعاب المعارف ، غير أن البرنامج الجديد يضع التلميذ في مركز التعلمات ,بحيث نجعل التلميذ في وضعية تبنى فيها المعارف كأجوبة فعالة للمشكلات ، هذه المشكلات ليست تطبيقات . بل هي مشكلات للتعلم وظيفتها الرئيسية " إثارة الرغبة في البحث عند التلميذ ", "أو إعطائه الفرصة ليتعلم كيف يبحث" .

ولهذا فإن الوضعية التي يستعملهاالمعلم لجعل تلاميذه يبحثون تسمى وضعية مشكل تتميز بتسيير خاص: حيث أن المعلم يراقب ويشجع تلاميذه على البحث .



فوائد وضعية مشكل: هي:

- يستعمل التلميذ المعارف السابقة لفهم المطلوب منه .

- يشرع في إنجاز البحث عن الحل مع جعله يكتشف حدود معارفه.
استعمال وضعية مشكل:



تستعمل وضعية مشكل لإثـارة تعلـم معـارف جديــدة .

بناء وضعية مشكل:

لبناء وضعية مشكل يطرح المعلم الأسئلة التالية :
* ما هي المعرفة التي يستهدفها ؟


* ما هي معارف التلميذ التي يجب زعزعتها بوضعية مشكل؟


* هل بإمكان التلاميذ الشروع في حل المشكل؟



* ما هي مختلف فترات النشاط ؟

* ما هو دور المعلم أثناء مختلف النشاط ؟

* كيف يسير القسم؟

ولتحقيق الخطوات السالفة الذكر يحرص المعلم على أن تكون الشروط الآتية محققة :

- بإمكان التلميذ أن يشرع لوحده في حل المشكل باستعمال معارفه السابقة .

- و ألا يظهر المشكل له صعبا جدا, بحيث يعجز عن الشروع أو المحاولة فيه

- معارف التلميذ لا تسمح له بحل المشكل بفعالية .

- من الضروري أن يعي التلميذ بنقص معارفه وقلة فعاليتها لحل المشكل حتى نحضره لإدخال المعرفة الجديدة.

- من الأحسن اقتراح مثل هذه الوضعيات في أعمال أفواج لكي تكون الوضعية مشجعة لتنويع الحلول المبنية من قبل التلاميذ, وعندئذ تستغل أثناء مرحلة العرض والمناقشة.


المراحل العامة لأساسية في تقديم الدرس


مرحلة تقديم النشاط :



يقدم المعلم النشاط ، ومن المهم أن يتأكد من أن جميع التلاميذ قد فهموا جيدا العمل المراد إنجازه ((من التعليمة)).



مرحلـة البحـث (البحث والاكتشاف):

ينبغي أن يخصص لها وقت كاف ليتمكن كل تلميذ من التفكير وإيجاد خطة ينفذها للوصول إلى المطلوب والمقصود .وهذا لا يعني الوصول إلى الحل النموذجي للمشكلة , وتمكين كل تلميذ من الوصول إلى الحل.



مرحلة العرض والمناقشة (التفكير والإنجاز):

تعتبر هذه المرحلة بالأساسية يحرص فيها المعلم على توفير الطريقة الملائمة حتى يعرض التلاميذ منتجاتهم دون أن يعلق عليها وينبغي تحقيق في هذه المرحلة مايلي:

- حصر مختلف الحلول والإجراءات المستعملة وتدوينها على السبورة .

- الوصول بالتلاميذ إلى شرح إجراءاتهم وتوضيح ما يسمح لهم بالوصول إلى ما أنتجوه.

- الوصول بالتلاميذ إلى مقارنة إجراءاتهم من حيث فعاليتها أو قصور البعض منها وإبراز الصعوبات المعترضة والأخطاء المرتكبة التي ينبغي تخصيص وقت كاف لتسييرها.

- " فللتلاميذ الحق في الخطأ ولكن يجب الوصول بهم إلى فهم أخطائهم ومعرفة مصادرها."

مرحلة الحوصلة:

يتم فيها التصديق بالنتائج وتنظيم المعارف والإجراءات ، وتصبح المعرفة الجديدة المتفق عليها رسمية وذلك عن طريق المعلم باعتباره صاحب القرار الأخير ، كما يدعو تلاميذه إلى تلخيص أهم ما جاء في الدرس.

مرحلة التدريب والاستثمار(التمرن): إن المراحل السابقة مهمة جدا في بناء المعرفة عند التلميذ ولكنها غير كافية ، لذا ينبغي أن تعزز وتدعم بالتدريب والاستثمار, حيث يوظف التلاميذ المعارف الجديدة في حل مشكلات جديدة في سياقات مختلفة ولا يكفي أن تكون هذه المرحلة في يوم واحد بل يجب الرجوع إليها من حين إلى آخر.

ملاحظــة:

سيرفق هذا العرض بمذكرتين مفصلتين, يبين فيهما كيفية تقديم الدرس في الرياضيات وكيفية إنجاز الأنشطة التطبيقية .

- مذكرة الحصة الأولى : لتقديم الدرس.

-- مذكرة الحصة الثانية : للتمرن وإنجاز الأنشطة التطبيقية.

توجيهـات :

ممارسات يجب تجنبها :

- يوصي البرنامج بتشجيع الإجراءات الشخصية وتجنب النمطية , المقصود بها الممارسات السلبية , مثل طرح مثل هذا الأسئلة على التلاميذ:
هل نجمع؟ . هل نطرح؟ . هل نضرب؟ الخ ....



- إجبار التلاميذ على إتباع خطة معينة على أساس أنها جدية ومثالية.

- يجب إحداث قطيعة مع هذه الممارسات التي تؤثر سلبيا على تعلمات التلاميذ وتغرقهم في النمطية .

الخاتمة:

من خـلال هـذا العرض الوجيز والدرس المقدم نستخلص ما يلي:

إن مـادة الرياضيات سلسلة مـن المفاهيـم والمعلومات والقواعد والآليات تخدم بعضها البعض. فإن فقدت حلقة واحدة أو حلقات من حلقاتها, يظهر في الحين العطب والخلل وتكثر المعيقات, وعندئذ يتوقف الحماس وتشتد الحيرة ويتيه التلميذ ثم يمل ويكره فينفر من هذه المادة. محسا أنه يطلب منه المستحيل, في حين أن الرياضيات عبارة عن مشكلات قابلة للحل تخدم العقل وتنيره وتروضه, فتنمي جميع ملكاته العقلية حيث الذكاء والاستدلال والتفكير المنطقيين.

ولهذا يستوجب الاهتمام بهذه المادة وإعطائها حقها من حيث مطالعة المناهج والوثائق المرفقة ودليل المادة ومن حيث التحضير الجيد و التعامل مع التلاميذ والتفاعل معهم في تبسيط المعلومات والمفاهيم لإصلاح الحلقات المتسببة في تعثرهم ونفورهم.

مشكور على هذة الاضاحات ودمت لاهل التعليم