اخترقت شهيرة عمران من بلدية عين أزال ولاية سطيف حد الذاكرة، فبعدما حفظت كتاب الله كاملا تمكنت من حفظ 20 حزباً بالانجليزية، وأصبحت آية في الحفظ، تلتقط كل ما حولها من حديث، وبإمكانها أن تخزن في ذاكرتها مختلف النصوص من القراءة الأولى.
شهيرة اشتهرت بشراهتها في الحفظ فلم تجد أفضل من كتاب الله، لتوظف فيه هذه الموهبة الربانية، فهي تبلغ من العمر 25 سنة تقطن بعين أزال وتحضر حاليا لشهادة الدكتوراه في الفيزياء بجامعة قسنطينة، حيث كانت من المتفوقين في كل مراحل الدراسة. وبرغم كثافة برنامجها الدراسي قررت الشروع في حفظ كتاب في سنة 2002 حيث تعلق قلبُها بالمسجد، فحفظت 30 حزبا خلال 3 سنوات، لكن في صائفة سنة 2005 حفزها شيخها دحمان لختم كتاب الله، فحفظت الثلاثين حزبا المتبقية في ظرف شهرين فقط .
كانت منضبطة ببرنامج الحفظ والمراجعة، ولها في سورة الأنعام عبرة، حيث حفظت هذه السورة بين صلاتي المغرب والعشاء، بالرغم من أن فيها حزبين ونصف حزب، فتمكنت شهيرة من استيعابها في جلسة واحدة وهي السورة التي نزلت جملة واحدة. وأثناء مسيرة الحفظ استوقفتها العديد من الآيات للتمعن فيها بمنظار الفيزياء، فقررت البحث في خيوط بيت العنكبوت وصلابتها وعلاقتها بمادة الرصاص، وهو البحث الذي انطلقت فيه ولازالت لم تصل بعد إلى نتائجه. ومن خلال احتكاكها بالأجانب والتواصل معهم، اجتهدت شهيرة في تطوير لغاتها الأجنبية، وتمكنت من حفظ 20 حزبا باللغة الانجليزية وقد رددت أمامنا سورا بهذه اللغة فكانت تنطقها بإتقان كبير، وهي الآن تخاطب العجم بلغتهم.
بعد هذا الانجاز تفكر شهيرة في إنشاء مخبر قرآني فريد من نوعه، وترغب في تحصيل القراءات العشر ولها مآرب أخرى مع الموطأ والمتون بأنواعها.
هذا النجاح كان وراءه والدُها الذي تابع ابنته على درب القرآن منذ الصغر، فكان يرافقها في كل رحلاتها القرآنية، كما يعود الفضل أيضا لمعلِّم القرآن الشيخ دحمان الذي أحدث ثورة قرآنية بمنطقة عين أزال وحرض شهيرة على الحفظ، حيث صرح لنا بأن تلميذته تمتلك ذاكرة خارقة للعادة، فيها أسرارٌ عجيبة تشمل كل التخصصات.
ومن خلال جلستنا معها لاحظنا بأن نباهتها وإيمانها القوي، أهلاها لتكون في المقدمة فهي دوما تسير على درب التألق وكأن ثوب النجاح صنع على مقاسها، فحققت الانجاز تلو الآخر وحصدت العديد من الجوائز في حفظ القرآن وإتقان أحكام الترتيل، وقد كانت شهيرة أسوة حسنة لأختها نور الهدى التي تحفظ هي الأخرى 60 حزبا فاختارت طريق الهدى، وأنارت بيت العائلة بركوبها ذات الموجة، وهي دوما تسير على خطى شهيرة، فاعتاد الاثنان على جلسات ربانية تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة تتدارسان فيها القرآن، وتتبادلان فيها أطيب الكلام، لتكون بذلك الدكتورة شهيرة نموذجا حيا للفتاة الظاهرة التي تجمع بين العلم والقرآن، وبلغات متعددة.
الرابط الأصلي للموضوع
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/175132.html%E2%80%AB