رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
هؤلاء جهابذة الأدب والفكر والإبداع، عمالقة أفذاذ، اتسموا بامتلاك رصيد
علمي وأدبي وصيت واسع عند الرعيل الأول من هذا الجيل، ثم زحزحوا
إلى غياهب الصمت والنسيان رويدا رويدا، حتى إنك لو سألت طلبة ومثقفي
الجيل الحاضر،
من حاملي الشهادات؛ لوجدت عندهم جهلا مطبقا بهذه الكنوز
– إلا من رحم ربك- والذنب ليس ذنبهم طبعا.
رجال بزغ نجمهم، فخدموا الجزائر وضحوا بالنفس والنفيس، ثم أصبحت
أسماؤهم طي النسيان، وانتقلوا إلى دار القرار في صمت رهيب.
العبقري إذا كان به منفعة عند السلطة عموما (إعلامية، سياسية، دينية،
اجتماعية....) سيجد من يهتم به لأن المنفعة متبادلة،
أو يُــخذل ويُستغنى عن علمه وفكره وأدبه.
يحزّ في النفس أن وسائل الإعلام عندنا المرئية - بالخصوص-
لم تروّج وتنقل لأبنائنا ما يفيدهم مما تتركه بصمات المبدعين،
إلا بشذرات وغيض من فيض، يغادروننا واحدا تلو الآخر،
ولا نكاد نعرف عنهم شيئا إلا بعد مواراة الجثمان الثرى،
حتى التكريمات التي نالوها سريعا ما تُــنوسيت مثلما ستنسى
كلمات التأبين.
رحمك الله يا أبا القاسم سعد الله وجزيت الفردوس الأعلى.