أبوسيف
المدير العام
العمر : 57 المدينة : عين آزال الوظيفة : معلم متقـــاعد البلد : رقم العضوية : 01 : تاريخ التسجيل : 06/08/2007
| موضوع: الدولة الصفوية أم الخمينية.. أيهما أخطر وأشد عنصرية وتطرفاً؟ السبت يونيو 25, 2016 6:14 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قبل أيام نشرت صحيفة الجارديان ومحطة الـ "بي بي سي فارسي"، البريطانيتان، ما قالت إنه تقارير وبرقيات رفع عن بعضها السرية، لتصبح متاحة أمام الإعلام والرأي العام، خلاصة هذه الوثائق هي اتصالات بين الخميني وإدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، حيث كتب الخميني بعض هذه البرقيات والرسائل بخط يده، طالبا من الولايات المتحدة التدخل لدى الجيش الإيراني ومنعه من عرقلة خطط الخميني في العودة الى إيران واستلام الحكم فيها. التسريبات كشفت أن الخميني، تعهد في هذه الرسائل بأن يحافظ على علاقات جيدة، تضمن استمرار تصدير النفط الإيراني الى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يناقض التصريحات والخطب الرنانة والشعارات التي رفعها الخميني، ونعته الولايات المتحدة الأمريكية بـ "الشيطان الأعظم". لقد كشفت الوثائق التي رُفعت عنها السرية مَكرَ الخميني وكذبه واستعانته بالأميركيين، الذين كانوا على اتصال دائم به قبل الثورة الإيرانية. وكأن التاريخ يعيد نفسه، إذ ورغم مرور أكثر من خمسة قرون على قيام الدولة الصفوية ومن ثم اندثارها كمسمى، إلا أننا اليوم نعيش واقعا أشبه ما يكون بواقع نشأة هذه الدولة الطائفية، ولابد أن المتابع لسير الأحداث خلال الثلاثة عقود المنصرمة من عمر ثورة الخميني، سيدرك وبما لا يدع مجالاً للشك كنه هذه المقارنة التي قصدت منها تسليط الضوء على الجرائم التي أفرزتها عقيدة الحقد والتطرف لدى هؤلاء القوم، تجاه كل ما هو عربي ومسلم سني تحديداً. الدولة الصفوية "1501 – 1736 م" ظهرت الدولة الصفوية كدولة شيعية بعد تمزق الدولة المغولية الشيعية التي أسسها "تيمور لنك" والتي كانت تحكم إيران، وتسيطر على كثير من البلاد كإيران وأجزاء من العراق وشرق تركيا وأفغانستان وقسم من باكستان الحالية إضافة إلى أجزاء من شرق الصين وجمهوريات آسيا الوسطى وصولا إلى جنوب روسيا، وكانت عاصمتها سمرقند ولاحقا هراه. بداية نشأة الدولة الصفوية كانت في قزوين واستمر حكمها لمدة 292 عاما، من 905 هـ -1499 م إلى 1199 هـ -1785 م، أما مؤسس الدولة الصفوية فهو الشاه إسماعيل الأول حفيد "الأردبيلي" صفي الدين إسحاق السنجاني، وهو رأس طريقة صوفية، والجد السادس للشاه إسماعيل الأول مؤسس الدولة الصفوية، وهو صوفي باطني وشيعي إثنى عشري، حيث أسس الأردبيلي حركة صوفية سماها "الإخوان"، واستطاع أن يجذب أتباعها حوله في أذربيجان، لتصبح مدينة أردبيل عاصمة دينية ثم سياسية للصفويين، بعد أن تحولوا إلى حركة سياسية، على يد جنيد بن إبراهيم بن صدر الدين سياهبوش الذي شكل تنظيما عسكريا. الشاه إسماعيل الأول تولى إسماعيل الصفوي قيادة التنظيم الشيعي عام 900 هـ -1501 م واستلم الحكم وعمره 13 عاما، وكان واجهة لقيادات صوفية قوية تحركه، حيث استولى تنظيمه على كامل بلاد فارس، فقام بإقرار المذهب الشيعي مذهبا رسميا للدولة، التي توسعت في عهدة وباتت تنافس الدولة العثمانية وتشكل خطرا عليها. الشاه إسماعيل الأول هو أول من أسس لولاية الفقيه، حيث كان للصفويين تأثير روحي كبير على أتباعهم، وقد ادعى إسماعيل الصفوي بأنه التقى بـ "المهدي" وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد اعتمد الصفويون في الترويج لدولتهم على المنامات والرؤى، وذلك لما لها من تأثير في عالم التصوف، فبثوا نبوءات عن أن نسل "الأردبيلي" سيتوسعون ويملكون العالم بانتظار ظهور "المهدي". بعد سقوط بغداد في يد الصفويين في العام 1507م قام الشاه إسماعيل بصك عملة البلاد وكتب عليها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله" ثم كتب اسمه عليها، وهو من أمر الخطباء بأن يسبوا الخلفاء الثلاثة، مع المبالغة في تقديس الأئمة الإثني عشر، وهو أول من أمر بتنظيم الاحتفال السنوي بذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه، حيث إظهار "التطبير" واللطم على الوجوه والصدور، وكذلك لبس السواد منذ بداية شهر محرم حتى اليوم العاشر من عاشوراء، وهو يوم مقتل الحسين رضي الله عنه، وهو من منع الزواج في شهر محرم، وهو الذي وضع الشهادة الثالثة: أشهد أن علياً ولي الله، وأمر بالسجود على التربة الحسينية، وضرورة الدفن في النجف، وتغيير اتجاه القبلة في مساجد إيران، باعتبار أن قبلة أهل السنة خاطئة، فانحرف الشيعة عن القبلة الأصلية، وهو من أباح جواز السجود للإنسان، لأنه أمر أتباعه "القزلباش" أن يسجدوا له، إسماعيل الأول انتبه الى أهمية المشايخ فأمر بتخصيص مرتبات ضخمة لهم، ومنحهم أوقافاً خاصة وإقطاعيات، وقرى زراعية، لكي يفتوا له بما يريد. القزلباش: قبائل تركية صوفية متشيعة مغالية وقيل هم علويون أتراك. عمل إسماعيل الأول على تدمير الوجود السني في العراق، فاستهدف المساجد والعلماء، حيث هدم قبة مسجد الإمام أبي حنيفة، وجعله مزبلة، وهدم قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني، وقتل كل من ينتسب إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه. وارتكب مذابح رهيبة بحق المسلمين السنة من شافعية وأحناف، حتى إن بعض المؤرخين، يذكر أنه قد قتل أكثر من مليون منهم، فكان يبدأ بالعلماء ورجال الدين السنة، فيمثل بهم ويتفنن في قتلهم، بين ذبح وحرق وسلخ جلود، ثم أقام محاكم التفتيش وأباح نساء أهل السنة. لقد وصل الأمر بإسماعيل الأول حد ان يقوم ببناء إهرامات من جماجم القتلى، وتماما على الطريقة التيمورلنكية. لقد كان الصفويون على استعداد للتحالف مع أي قوة من أجل تحقيق هدفهم في تصفية المسلمين السنة، حيث يقول السفير البرتغالي في الصين بيريس تومي، الذي زار فارس في الفترة من 1511 إلى 1512م: "إن إسماعيل يقوم بإصلاح كنائسنا ويدمر مساجد السنة". تعاظم قوة الدولة الصفوية، شكل مصدر خطر وتهديد للدولة العثمانية، التي كانت مشغولة بالفتوحات في أوروبا، وكان جيشها يحاصر فيينا، وهو ما دفع الأوروبيين لمراسلة إسماعيل الصفوي ومطالبته بالتحرك ضد الدولة العثمانية لإضعافها وكف يدها عن فتح النمسا، وهو ماحدث فعلا، إذ تحالف إسماعيل مع سلطان المماليك "قانصوه الغوري" لتأثره بالأفكار الصفوية وتشيعه ولخوفه من الدولة العثمانية، لكن السلطان سليم الأول كان أذكى وأسرع منه، فجهز حملة كبيرة تحالف فيها مع الأوزبك لما لهم من ثأر مع الصفويين، وتحالف كذلك مع بعض القبائل الكردية الإيرانية السنية التي كانت ضمن جيش إسماعيل الأول، فتخلت عنه في معركة "جالديران" الشهيرة، في العام 1514 والتي هُزِمَ فيها الجيش الصفوي شر هزيمة. الشاه عباس الكبير معركة جالديران التي وقعت عام 1514 كانت نقطة حاسمة في تاريخ الدولة الصفوية، التي كانت لتزول بشكل كامل، لو أن السلطان العثماني سليم قد أكمل ما بدأه، ولكان أراح البشرية من شرورها، حيث عاد واستلم الحكم الشاه عباس الكبير، أحد أشرس حكام الدولة الصفوية، فحكم 42 عاما من العام 1587 م وحتى وفاته في العام 1629 م، فقام بترميم الدولة الصفوية واستأنف حروبه، وتوسيع دولته، وارتكب من الجرائم ما هو أبشع وأشنع مما فعله الشاه إسماعيل الأول، حيث روى المؤرخون أنه عاهد العثمانيين لضعفه، وتحالف مع الإسبان، ثم عقد اتفاقات مع الإنكليز ضد البرتغاليين، ومنحهم امتيازات خاصة في بلاد فارس، فزوده الإنكليز بأسلحة حديثة، استخدمها في حروبه ضد الأوزبك والأفغان والعراقيين، فارتكب مذابح عظيمة بحقهم. من الجرائم التي ارتكبها الشاه عباس الكبير: تدميره لقبر أبي حنيفة وقبر عبد القادر الجيلاني وجعلهما "مزبلة"، وارتكاب مذابح كبيرة في بغداد وباقي مدن العراق، وقيامه ببيع أطفال ونساء بغداد كـ "عبيد" في إيران، وارتكابه لجرائم تعذيب بحق العراقيين فقط لأنه شك في صدق تشيعهم، قام بالتمثيل بعلماء الدين من السنة فكان يقطع آذانهم وأنوفهم ويعطيها لعوام السنة ليأكلوها، كان عباس الكبير يحاصر مدناً سنية بأكملها، من أجل شخص واحد مطلوب، فإما يسلموه وإلا فانه يقتل جميع أهل المدينة. الشاه عباس الكبير كان أشد حرصا على التشيع من إسماعيل الأول، فقام باستدعاء العديد من رجال الدين الشيعة من جبل عامل في لبنان، وأهمهم المرجع الشيعي الكبير "البهائي"، فاستضافه في عاصمة الدولة الصفوية "أصفهان"، ليكون المرجع الرسمي للبلاد، وأعطاه لقب "شيخ الإسلام" وحاول حتى إقناع الإيرانيين بالتخلي عن الذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج، والاكتفاء بزيارة قبر الإمام الثامن، علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد. لقد قامت الدولة الصفوية، وقويت بشيعة لبنان، ومشايخ جبل عامل، الذين اخترعوا الكثير من التحريف وطقوس السب واللعن والخزعبلات التي نراها اليوم. جرائم عباس الكبير لم تقتصر على الأفغان والأوزبك والعرب، بل عامل الأكراد السنة معاملة سيئة، وحاول تشييعهم، لكنهم رفضوا، فقام بقتلهم وتشريدهم في بلاد خراسان، ليكونوا حاجزاً بينه وبين الأوزبك. لقد قتل الشاه عباس من الأكراد في أيام أكثر من 70 ألف كردي وقام بترحيل 15 ألف عائلة كردية مما اشتهر عن الشاه عباس أنه كان يقتل أسرى العثمانيين، والأوزبك، ويسمل أعينهم، لكنه وفي مقابل قتل أهل السنة، كان يكرم النصارى من أهل إيران والأوروبيين على حد سواء، فيسمح بالتنصير في دولته، وقام ببناء مدينة ً للأرمن قرب أصفهان، وأعفى النصارى من الضرائب، ومنع رجال الدين الشيعة من التعرض للتجار الأوروبيين أو إزعاجهم، وأمر جميع أعضاء البلاط بشرب الخمر، حتى في رمضان مجاملة للنصارى، الذين بنى لهم الكنائس وكان يشاركهم في أعيادهم وسماع مواعظهم! لقد بلغت مجاملة الشاه عباس للنصارى حدا شجع رجال الدين النصارى لدعوته للدخول في النصرانية، لكنه اعتذر منهم بلطف. الدولة الصفوية وأوروبا تبادل البرتغاليون والصفويون رسائل الود منذ نشأة الدولة الصفوية, ما سمح للبرتغاليين بدخول المياه الإسلامية, في عام 1507م، وكان البرتغاليون فد احتلوا جزيرة سوقطرة قبالة اليمن، لكنها لم تكن ذات جدوى اقتصادية لهم، ثم حاولوا احتلال عدن، لكنهم لم يستطيعوا ذلك فرأوا أن يتجهوا شطر منافذ الخليج العربي، ومنها القطيف, فأرسل البوكيرك إلى الشاه إسماعيل رسالة جاء فيها: إني أقدّر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة, لاستخدامها ضد قلاع العثمانيين في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب, أو أن تهاجم مكة فستجدني بجانبك!؟ عقدت اتفاقية بين الشاه إسماعيل الصفوي والبوكيرك البرتغالي في الهند، نصت على ما يلي: تتعاون البرتغال مع الدولة الصفوية في إخماد ثورات بلوشستان ومكران، وتصاحب قوة بحرية برتغالية الصفويين، في حملتهم على البحرين والقطيف، وتتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية، على أن تصرف حكومة فارس النظر، عن جزيرة هرمز ويبقى حاكمها برتغاليا. في الوقت الذي تحالف فيه الصفويون مع المحتل البرتغالي، قامت "الدولة الجبرية" التي كانت تحكم الأجزاء الشرقية من شبه الجزيرة العربية، بالتصدي للغزو البرتغالي، بكل قوة، حتى إن زعيمها السلطان مقرن بن زامل الجبري يرحمه الله، سقط شهيدا عام 1521م وهو يدافع عن البحرين. الشاه عباس بدوره قام باتصالات مع القوى الأوروبية المعادية للعثمانيين لتشكيل حلف مشترك، وقدّم عروضا لإسبانيا لتقاسم أراضي الدولة العثمانية، حيث لم يكن هذا العرض، سوى واحد من عروض كثيرة، حملها السفراء الصفويون لممالك أوروبا. الصفويون غدروا لاحقا بالبرتغاليين وتحالفوا مع الإنكليز الأقوى. هذه هي "الصفوية"، دولة تختزل كافة معاني الإجرام والزندقة والشعوبية والخيانة والظلم.
نهاية "الصفوية" كدولة قوية مؤثرة كانت على يد الأفغان الذين ثاروا على ظلم الصفويين ومحاولة إجبار الأفغان على التشيع، فقام الزعيم الغلزائي الأفغاني "مير وايس هوتاك" بقيادة تمرد في ولاية قندهار في سنة 1709 ثم أعلنوا الحرب على الصفويين والحقوا بهم هزيمة كبرى في معركة غولناباد عام 1722 ليدخلوا بعدها العاصمة أصفهان معلنين نهاية الدولة الصفوية، ليبقى التشيع بين صعود وهبوط دون أن يكون هناك محاولات جادة وفاعلة لإعادة الإيرانيين الى المذهب الحنيف الذي كانوا عليه قبل الحكم الصفوي. الدولة الخمينية – الخامنئية بعد انهيار الدولة الصفوية في العام 1722، قام على انقاضها عدة دول هي الدولة الهوتكيانية، الدولة الأفشارية، الدولة الزندية، الدولة القاجارية، وصولا الى الدولة البهلوية، حيث قام الشاه رضا بهلوي بتغيير اسم الدولة من فارس الى إيران ومعناها "بلاد الآريين" ليستمر حكم الدولة البهلوية من عام 1925 الى العام 1979، وهو العام الذي أسقط فيه الإيرانيون حكم الشاه محمد رضا بهلوي، ليبدأ عهد الدولة الخمينية الشيعية الخالصة!؟. تَحالفَ الشيعة مع الليبراليين واليساريين والماركسيين، الذين أطلقوا موجة احتجاجات شعبية بين عامي 1977 و1979 انتهت بمغادرة الشاه محمد رضا بهلوي لإيران في 16 كانون الثاني \\ يناير من العام 1979، وعودة الخميني من منفاه في باريس، في 1 شباط \\ فبراير من نفس العام، حيث شكلت عودته منعطفا كبيرا في تاريخ إيران والمنطقة، وذلك لما سيدور من أحداث بسبب ما حظيت به شخصية الخميني الكاريزمية من شعبية بين الإيرانيين الشيعة، الذين اعتبروه المخلص والمنقذ لإيران والإيرانيين.
لم يتأخر الخميني كثيرا في إحكام قبضته على السلطة وتعيين نفسه وليا فقيها معصوما ومرشدا أعلى للجمهورية الإيرانية التي نص دستورها على أن تكون حكومتها شيعية خالصة، وذلك في انقلاب صريح على شركائه في الثورة من سنة وماركسيين وليبراليين، لتبدا مرحلة من تصفية رموز الدولة من مدنيين وعسكريين، حيث أعدم اكثر من 200 شخص بعد محاكمات صورية افتقرت لأدنى مقومات العدالة، في حين لوحق من فروا وتمت تصفيتهم خارج البلاد كرئيس الوزراء الأسبق "شابور بختيار"، الذي اغتيل في باريس بعد مرور عقد على الثورة الإيرانية واستلام الخميني للحكم.
في تكريس واضح للدولة الدينية أعلن الخميني منعه لاستخدام مصطلح الديمقراطية لأنها مفهوم غربي. وتم إغلاق عشرات الصحف والمجلات المعارضة لفكرة الحكومة الخمينية، الأمر الذي تسبب باحتجاجات شعبية ضد إغلاق الصحف والمجلات، وهو ما أثار غضب الخميني الذي صرح بالقول: "كنا نظن أننا نتعامل مع بشر، من الواضح أن الأمر ليس كذلك". ليستمر القمع بحق مخالفي النظام، وحتى التيار الخميني المعتدلين.
في آذار / مارس من العام 1980 إنطلقت ما سمي "الثورة الثقافية"، حيث أغلقت الجامعات التي اعتبرت معاقل لليسار، مدة سنتين وذلك لتنقيتها من معارضي النظام الديني. وفي تموز / يوليو من نفس العام تم فصل أكثر من 20 ألفا من المعلمين و8 آلاف من الضباط بحجة أنهم "متغربون" أكثر مما يجب.
الخميني لم يتردد في استخدام مصطلح "التكفير" للتخلص من معارضيه، وبهذا يكون الخميني هو أول من أشاع وباح بالتكفير علنا في المنطقة.
قمع نظام الخميني للإيرانيين دفعهم للتخطيط لمحاولة انقلابية في العام 1980 لكنها أحبطت بعد أن سرب السوفييت خطتها للحكومة الإيرانية التي طوقت واعتقلت أكثر من 600 ضابط وجندي إيراني قامت بإعدامهم لاحقا، لتتهم بعدها العراق والأنظمة العربية الخليجية بدعم المحاولة الانقلابية الفاشلة، وتدعوا إلى الثورة على هذه الأنظمة، بهدف ما أسمته إزاحة الظلم الاجتماعي والتأثير الغربي، والفساد في الشرق الأوسط والعالم. وهو ما عرف لاحقا بمصطلح تصدير الثورة الخمينية.
إيران وفي تطبيق عملي لسياسة تصدير الثورة، واسقاط الأنظمة المجاورة، قامت بإحداث سلسلة من التفجيرات في الجامعة المستنصرية، وهي شبيهة بتلك التي سبقت القيام بالثورة الإيرانية، وذلك في محاولة لتأجيج الشارع العراقي، ودفعه للثورة، كما قامت أيضا بقصف بعض المناطق الحدودية في محافظتي ديالى والكوت، الأمر الذي اعتبره العراق خرقا لاتفاقية الجزائر، ومحاولة من إيران لغزو العراق وهكذا بدأت حرب السنوات الثمان، بين العراق وإيران، في واحدة من أكثر الحروب دموية وتدميراً في القرن العشرين.
في العام 1982 وبعد عامين من المعارك الدموية بين إيران والعراق، وكبادرة حسن نية تقدم العراق بمبادرة لوقف الحرب، ينسحب العراق بموجبها من الأراضي الإيرانية التي احتلها بعد العام 1980، لكن الخميني رفض، واعتبر أن الشرط المقبول لوقف الحرب هو سقوط النظام العراقي وقيام "جمهورية إسلامية" على غرار الجمهورية الإيرانية، وهو ما أدى لاستمرار الحرب لستة أعوام أخرى، فشلت خلالها إيران في إسقاط النظام العراقي، لكنها وطدت لسيطرة نظام الخميني على إيران.
الخميني اضطر في نهاية الأمر للقبول بوقف إطلاق النار مرغما وهو ما عبر عنه بقوله: "إنني أوافق وكأنني أشرب السم". انشغال دولة الخميني بالحرب مع العراق لم يمنعها من محاولة تصدير الثورة، حيث نجحت في لبنان، من خلال شراء واستقطاب تيار سياسي لبناني واسع، سمح لها بتأسيس ما بات يعرف بـ "حزب الله اللبناني"، الذي حظي بدعم ورعاية نظام حافظ الأسد في سورية، هذا النظام الذي وقف مع إيران في حربها على العراق وقدم لها كافة أشكال الدعم السياسي والإقتصادي والإعلامي وحتى المالي، ومن المفارقات أن نظام حافظ الأسد، أرسل لإيران حتى السجائر، وأكياس الدم التي كان يتبرع بها السوريون, خاصة بعد فرضه التبرع بعبوة دم على كل سوري يرغب بإنجاز معاملة حكومية مهمة.
الحصول على رخصة قيادة سيارة، كان ولايزال يحتم على السوري التبرع بلتر من دمه، فكانت هذه الدماء تجمع وترسل لإيران.
كان يمكن لإيران أن تكون دولة مدنية تهتم بالتنمية والشراكة مع جيرانها، لكن وصول المتطرفين الشيعة الى الحكم بقيادة الخميني، جعل من إيران مركزا لنشر الفتن والحروب وتدمير المجتمعات وإستقرار المنطقة، فهي ومنذ وصول الخميني الى سدة الحكم، دشنت مرحلة تصدير ثورتها ونشر مذهبها الشيعي في المنطقة والعالم، فمن ماليزيا الى جزر القمر، قامت إيران بتسخير عائداتها المالية التي تنهبها من نفط الأحواز، لزرع خلايا نائمة، وأذرع مسلحة في كافة دول المنطقة، واستقطبت الشيعة أينما وجدوا وربطت مصيرهم بها، ثم وفي مقابل ذلك، عاد نظام الخميني ومن بعده الخامنئي، الى ممارسة سياسة الاجتثاث "الصفوية" بحق السنة في إيران (15 مليوناً)، حيث تم التضييق عليهم ومنعهم من بناء المساجد وممارسة شعائرهم وواجباتهم الدينية، وهي تنفذ وبشكل ممنهج سياسة إعدامات يومية بحق النخب الدينية والسياسية السنية، وبتهم كاذبة يتم تلفيقها لهؤلاء. سياسات الدولة الخمينية في المنطقة تجاوزت عملية فرض إيران لنفسها كدولة إقليمية ذات نفوذ، لتصبح سياسة سيطرة وهيمنة، وإلغاء للآخر وهو ما يعيد الى الأذهان ممارسات "الدولة الصفوية" قبل أكثر من خمسة قرون.
الدولة الخمينية ومن منطلق عدائها لكل ما هو عربي ومسلم سني، تحالفت مع الولايات المتحدة في حربها على أفغانستان والعراق، فقدمت كافة أشكال الدعم العسكري والاستخباراتي، وأوعزت الى عملائها وخلاياها السرية بضرورة التعاون مع القوات الغازية خاصة في العراق، الأمر الذي ضمن للولايات المتحدة احتلال هاتان الدولتان، وقد صرح أكثر من مسؤول إيراني بأن الولايات المتحدة ما كانت لتستطيع احتلال أفغانستان والعراق لولا الدعم الإيراني.
الولايات المتحدة بقيادة بوش الإبن قدمت العراق هدية لإيران، فقد قام الحاكم العسكري بول بريمر بحل مؤسسات الدولة العراقية العسكرية منها والأمنية، ما سبب حالة من الفوضى، سمحت لإيران بإعادة تشكيل الدولة العراقية على اساس ميليشياوي، يجعل من العراق دولة فاشلة وتابعة لها، فسلمت حكم العراق لعملائها من الطائفيين الشيعة، الذين أكملوا مع الأمريكان نهب مقدرات وخيرات الدولة العراقية مقابل تنفيذهم لسياسة فرسنة العراق.
لقد قدر عدد المعتقلين العراقيين في سجون الإحتلال الأمريكي والميليشياوي الحاكم في العراق بحوالي 100 ألف شخص تم تصفية الآلاف منهم، في حين أن عمليات التعذيب والاغتصاب مورست على نطاق واسع، خاصة في سجن أبو غريب سيئ الصيت والسمعة.
قبل الغزو الأمريكي للعراق، كان المسلمون السنة في البصرة أقصى الجنوب يبلغون 56% من السكان وأصبحوا الآن فقط 15%، وهذا يؤكد أن فرسنة العراق كانت هدفا رئيسيا لإيران ومنذ العام 2003، حيث عملت على تنفيذ هذا الهدف وبمساعدة الإحتلال الأمريكي، فأوعزت الى ميليشياتها ومن خلال مراجعها الشيعة في العراق كالسيستاني، بعدم جواز مقاومة الإحتلال الأمريكي، ثم أمرت فرق الموت التي تتبع "منظمة بدر" و"جيش المهدي" فعملت على تنفيذ سياسة الاغتيالات والتصفية بحق النخب العسكرية والدينية والمجتمعية العراقية، فتم إغتيال وتصفية كافة الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحرب ضدها، ثم قامت بتصفية المئات من رجال الدين السنة العراقيين.
إغتيال النخب السياسية والمجتمعية ورجال الدين، له نتيجة واحدة، تتمثل في "تجهيل" المجتمع وصولا الى السيطرة على العوام منه. لقد كان في العراق أكثر من 7 آلاف مسجد للمسلمين السنة، لم يتبقى منها الا القليل، فقد تم تدمير وحرق المئات، في حين تم مصادرة مئات أخرى وضمها للوقف الشيعي.
لقد تعرض المسلمون السنة من العرب في العراق وسورية الى عملية تطهير ممنهجة من قبل إيران وميليشياتها والأكراد على حد سواء، في حين تم منع عودة عشرات الآلاف من المهجرين إلى مناطقهم التي هجروا، منها في تل اعفر وجرف الصخر وغيرهما، كما أن هناك مخططا لتحويل تل اعفر لمحافظة شيعية تفصل سنة العراق عن سنة سوريا، وكذلك فصل سامراء عن صلاح الدين واستحداث محافظة شيعية تصل إلى الكاظمية.
إن ما تعرض له العراقيون السنة في محافظة بابل لا يقل بشاعة عما تعرضوا له في محافظة ديالى، العراقيتان، ولا ما يتعرض له السوريون العرب شمال سورية، على يد ميليشيات حماية الشعب الكردية الجناح السوري لمنظمة "بي كي كي" الإرهابية.
إشعال الحرب الطائفية بين العراقيين العرب من سنة وشيعة كان هدفا أمريكيا – إيرانيا مشتركا، فكان كلى الطرفين يقوم بعمليات التفجير، خاصة في مناطق الشيعة ويتم الصاق التهمة بالسنة، حيث يروي بعض الناجين من هذه المكائد، أن الحواجز الأمريكية كانت توقف سيارات المسافرين وتحقق معهم ثم تختار سيارة ما، تكون متجهة لأحد الأماكن المكتظة بالناس، فتقوم بتفخيخها، حيث ذكر بعض سائقي السيارات أنهم شكوا بما يقوم به الجنود الأمريكيون، فقاموا بعد مغادرتهم لهذه الحواجز بالتوقف وتفتيش سياراتهم، ليكتشفوا أنها قد فخخت وزودت بموقتات، تسمح بتفجير السيارة حال وصولها للمنطقة المستهدفة.
في وثيقة مسربة من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ونشرتها شبكة البصرة سنجد تلخيصا لكل جرائم وممارسات الدولة الخمينية – الخامنئي وأزلامهم بحق أهل السنة والجماعة في العراق والشام، ومما جاء فيها:
"الآن وبعد مضي ثلاث سنوات على سقوط النظام ألصدامي السني الكافر، وتحرير العراق من دكتاتوريهم العفنة وسيطرتهم الظالمة وتسلطهم المرير والمقيت على رقاب أبناء شعبنا. وبعد استلامنا السلطة في العراق بلد أهل البيت الأطهار وسيطرتنا الشاملة على الوزارات والمؤسسات والأجهزة الأمنية بمساعدة أهلنا في الجمهورية الإسلامية في إيران وبفضل تعاون حلفاؤنا الأوفياء من الإنكليز والأمريكان وبكفاح ابناء شعبنا من شيعة أهل العراق، وبعد تصفية حساباتنا القديمة وإنجاز واجباتنا المقدسة وعلى رأسها الثأر لشهدائنا الأبرار والقصاص العادل من أزلام النظام البائد وقادتهم ومفكريهم وعلمائهم والقضاء على كل أوكار الإرهاب التكفيري.
ومع اقتراب المعركة الحاسمة للانتخابات المقبلة علينا أن نتذكر دائما بأن مهمتنا لم تنتهي وإن دربنا طويل وكفاحنا مستمر حتى تتحقق أهدافنا وغايتنا العظمى في تنفيذ وصية إمامنا آية الله العظمى الإمام الخميني (قدس سره) في تصدير الثورة الإسلامية إلى أنحاء العالم العربي والإسلامي، وعلينا أن نسعى لنشر مذهبنا وعقيدتنا ألشريفة بكل الوسائل والطرق في كافة دول الجوار ليكتمل لنا الهلال الشيعي (كما سماه عاهر الأردن) حتى يصبح بدرا تاما.
ومن هنا لا بد أن ننطلق بقوة وعزيمة لنصرة إخواننا المستضعفين في معقل الوهابية الكفرة في السعودية وأن نوسع قاعدتنا فيها لتشمل عدة محافظات بدل الإحساء والقطيف ونمدهم بكل أسباب الدعوة الإمامي والتثقيف الشيعي.
الحشد الشعبي الشيعي وميليشيات إيران
بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من العراق وتهديده العاصمة بغداد، قام المرجع الشيعي علي السيستاني بإطلاق فتوى الجهاد وبعد خمسة أيام على سقوط الموصل. ليقوم رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي بتشكيل هيئة أطلق عليها اسم "هيئة الحشد الشعبي"، ونظّم المتطوعين ضمن سرايا ووحدات عسكرية بلغ تعداد عناصرها أكثر من 30 ألف شخص، من الذين لبوا فتوى السيستاني.
لاحقا ومع رفع الأجور الى حوالي 800 دولار للمقاتل، ازداد العدد ليصل العدد الى أكثر من 130 ألف شخص يتوزعون على أكثر من 60 ميليشيا اهمها: جيش المهدي، منظمة بدر، العصائب، حزب الله، النجباء، الأبدال، السلام، الوعد الصادق، سرايا طليعة الخراساني، لواء عمار بن ياسر، لواء أسد الله الغالب، لواء اليوم الموعود، سرايا الزهراء، لواء ذو الفقار، لواء كفيل زينب، سرايا أنصار العقيدة، لواء المنتظر، لواء أبو الفضل العباس، لواء علي بن أبي طالب.
لعل أهم هذه الميليشيات اليوم، هي سرايا الخراساني التي تأسست في إيران عام 1995 على يد الجنرال في الحرس الثوري، حميد تقوي، والذي قتل في معارك تكريت مؤخرا، بحسب عَلي الياسري الأمين العام لسرايا الخراساني، التي لا تخفي علاقتها بإيران بل تفاخر بها من خلال وضع شعار الحرس الثوري الإيراني على رايتها، معلنة بذلك عن تبعيتها المباشرة والعلنية للخامنئي.
سرايا الخراساني قامت باحتلال المنطقة الخضراء بعد أن دخلها متظاهرون عراقيون هتفوا بسقوط إيران ومرشدها وحرسها الثوري، وعملائها في العراق.
إيران تكافئ عناصر المليشيات، فهو يحصل على ضعف ما يحصل عليه الجندي العراقي، عدا عن الهبات والهدايا من رجال الدين، اضافة لإطلاق أيديهم لارتكاب ما يحلو لهم من جرائم قتل ونهب واغتصاب دون خشية من محاسبة أو قضاء فهكذا ممارسات هي بالضبط ما ترغب به إيران.
جميع هذه الميزات أدت الى تسرب عناصر الجيش والشرطة والتحاقهم بهذه الميليشيات
مليشيات الحشد الشيعي، تقوم بتنفيذ مخطط إيران في العراق وسورية، فهي باتت ذراع إيران الضاربة، التي تنفذ أجندة هدفها تغيير وجه العراق العربي المسلم وسلخه عن محيطه، حيث نفذت هذه المليشيات الكثير من عمليات التغيير الديمغرافي حيث تم طرد العراقيين السنّة وتوطين آخرين مكانهم في العديد من المناطق كـ "جرف الصخر والسعدية وبلد والإسكندرية والبحيرات والجنابيين والمحمودية وفي قرى أبو غريب والطارمية وسامراء وبعقوبة والمقدادية والخالص وشهربان ومندلي، ومناطق أخرى.
مليشيات الحشد متورطة بأكثر من 10 آلاف عملية إعدام ميدانية بحق عراقيين لأسباب تتعلق بالتطهير الطائفي، فضلاً عن تفجير الجوامع ودور العبادة. الحرب على الفلوجة
لقد كشفت الحرب على الفلوجة الوجه الطائفي الحقيقي لإيران واتباعها، حيث وللمرة الأولى بدأنا نسمع عن عملية تصفية واجتثاث لمدينة بأكملها، فالتصريحات التي صدرت عن المسؤولين الإيرانيين، والمراجع الشيعية في إيران والعراق، وكذلك رموز الميليشيات الطائفية، جميعها كشف وبما لا يدع مجالا للشك والتأويل أن الحرب في العراق هي حرب على الوجود السني وقلعته المتمثلة بالفلوجة التي أذلت الإحتلالين، الأمريكي والإيراني.
قيس الخزعلي، قائد ميليشيا عصائب "أهل الحق" الإرهابية، إحدى مجموعات مليشيا الحشد الشيعي المشاركة في الهجوم على الفلوجة، وفي معرض حديثه الى عناصر الحشد قال: "إن قتال المليشيات الشيعية بالمدينة ستدخل الفرح على قلب المهدي، وستكتب في اللوح المحفوظ بسواعد المقاتلين وبنادقهم، ومعركة الفلوجة، لا يعرف أهميتها إلا الله ورسوله وأهل البيت".
هل اطلع الخزعلي على الغيب، أم أوحي له؟ أي إجرام يحرك هؤلاء؟ وأي غباء يحكم أتباعهم المندفعين حقدا وطائفية ينفذون مخطط الصفويين ضد العرب والمسلمين وبأيدي عربية. وكيف ومتى أصبح قتل المسلم وانتهاك حرماته قربة الى الله؟
اي دين هذا الذي يسمح بقتل المئات من مدنيي الكرمة والصقلاوية والفلوجة، بعد أن أخذوا عهدا بخروج آمن من مناطقهم، وأي دين هذا الذي يتشدق به مرتزقة إيران ثم يقومون بتقطيع وحرق المسلمين بعد ان وثقوا بالحشد وسلموا أنفسهم له.
الزبداني ومضايا
من منا لا يذكر قيام حزب الله وجيش نظام الأسد بحصار وتجويع مضايا والزبداني المستمر، اضافة لغيرهما من قرى وادي بردى، وريف دمشق كالمعضمية وداريا، وعبارات "الجوع أو الركوع" التي خطت على الجدران؟ أو الحصار والقتل جوعا وقنصا وقصفا على عشرات المناطق السورية، فهل بعد هذا الحقد، حقد؟ من منا ينسى التشفي بمن مات جوعا؟ إيران لم ترحم شعبها ولم ترحم شعوب الدول الأخرى، فلم يكن لها هم أو مشروع، سوى توسيع نفوذ وسلطة نظام الملالي، حتى ولو على حساب شعبها الإيراني والشيعي منه تحديدا، فالقمع والقتل والاختطاف والتعذيب والإعدام، هو مصير كل ناشط مدني أو معارض سياسي ينتقد ظلم وجور نظام الملالي الإيراني، وما حدث للمعارضين الإصلاحيين وثورتهم الخضراء، خير شاهد ومثال، حيث ضربوا قتلوا وسحلوا في الشوارع، وغصت بهم السجون التي جرى فيها اغتصاب وتصفية ممنهجة بحق المعارضين من الجنسين، حدث كل هذا في ظل تكتم إعلامي وتكميم للأفواه، منع أي قناة فضائية او منبر اعلامي، من تقديم وجهة النظر الأخرى، فلا وجود لأي قناة فضائية في إيران، غير تلك التي يسيرها ويسخرها النظام الإيراني.
حتى وسائل التواصل الإجتماعي تم غلقها، فلا عجب إذاً، أن تحتل إيران المرتبة 175 من أصل 179 على مستوى العالم، في مجال حرية التعبير والحريات الصحفية.
منظمة أخوات الباسيج
المرأة في إيران عامل مهم حيث لم يقتصر استغلال ملالي إيران للنساء على تسخيرهن لتقديم الخدمات الجنسية فقط، بل شمل تجنيدهن في أعمال عسكرية واستخباراتية. ولهذا فإنه كان لابد من تنظيم نسائي يكون أحد أهم أذرع الدولة، فتم إنشاء نظيم أخوات الباسيج، الجناح النسائي لمنظمة الباسيج. مؤسسة التنظيم هي "مرضية دباغ" حارسة الخميني في باريس، حيث لعب الدور الأساسي في قمع الحركة النسائية التي ترافقت مع الاحتجاجات الحاصلة في البلاد بعد الانتخابات الرئاسية.
تنظيم "أخوات الباسيج" استخدم لتجنيد واصطياد الجواسيس في أوروبا ولبنان ودول الخليج العربي.
حزب الله الشيعي اللبناني يسير على نفس الخطى، بل هو الذراع العربية للباسيج الفارسي، وهو بدوره يقوم بتجنيد مجموعات من الفتيات والنساء، فحزب الله سخر النساء لترغيب السكان بالتطوع، عبر إغرائهم بالمال، وتطويع أكبر عدد وخاصة من الفتيات في سن المراهقة لسهولة السيطرة عليهن وإقناعهن.
مدن مقدسة وأخرى فاضلة
الفساد هو البيئة الخصبة التي تحيا بها الأنظمة الشمولية الشعبوية المستبدة، وبما أن الحديث عن الدولة الصفوية وحفيدتها الخمينية الخامنئية فلابد من التطرق لأحد اهم أدوات هذا النظام المجرم. إذ ووفقاً لتقارير إيرانية فإن "المدينة الفاضلة قـم" تشهد أعلى نسبة في جرائم الخيانة الزوجية، وارتكاب الجرائم الاخلاقية، وعمليات انتحار الفتيات اللائي تعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي، من قبل المسؤولين الإيرانيين، والملالي وطلاب الحوزات الدينية، حيث الفساد القضائي الذي يشجع على المتعة ويسهل الطلاق.
في قم ينتحر واحدً من بين كل ثلاثة أفراد يتعاطون المخدرات، في حين أن الشرطة تعثر يومياً على أجنة تم إسقاطها ورميها في القمامة وقنوات الصرف الصحي، هذه هي حقيقة تسمية مدينة قم بالمدينة "الفاضلة" وذلك للتغطية على ما تشهده هذه المدينة يومياً من جرائم وممارسات وفساد. "المدينة الإيرانية المقدسة مشهد"، غارقة بعشرات الآلاف من الزوار الخليجيين والعراقيين الشيعة، الذين يقصدونها لأسباب دينية، فيما يبحث آلاف آخرون من الزوار عن "زواج المتعة" في ظاهرة أشبه ما تكون "تجارة الجنس" في عالم سفلي لا يعرفه الكثيرون، أما الظاهرة الأكثر لفتاً للأنظار في مشهد فهي إزدراء الزوار العرب، رغم أنهم ينتمون لنفس المذهب والطائفة.
السبب في تسمية بعض المدن الإيرانية بالمقدسة، كمدينة مشهد، يعود إلى أن هذه المدن تضم قبورا ومزارات شيعية، بعضها وهمي أنتجته مخيلة الصفويين الجدد، لإضفاء هالة من القدسية الدينية على الدولة الفارسية، الأمر الذي سيضمن التفاف الجميع حول النظام الطائفي العنصري، باسم حب آل البيت والتشيع لهم، وسنلاحظ أن حماية المزارات والمراقد المقدسة، كان أحد الأسباب التي بررت فيها إيران وميليشياتها الطائفية، حربهم على الشعبين السوري والعراقي.
من الدولة الصفوية في العام 1501 الى الدولة الخامنئية في العام 20016 مرورا بالخمينية في العام 1979، هي مسيرة قرون وعقود من الحقد والكراهية لكل ما هو عربي ومسلم سني، حقد ملايين القتلى والجرحى والمشردين، إضافة الى الأعراض والحرمات المنتهكة، ليس على يد الفرس فقط بل على أيدي أدواتها في العراق وسورية واليمن ولبنان وافغانستان وباكستان.
فأي الدولتين أخطر، وأيهما كانت أشد عنصرية وتطرفا؟ كلاهما كان خطيرا ومجرما ومتطرفا بقدر ما استطاع، أو أتيح له أن يكون!
قد يستيقظ أشياع إيران العرب من غفلتهم ذات يوم، لكنهم وحتى ذلك الحين سيدفعون من دمائهم واعراضهم ومستقبلهم ثمن اطماع إيران الصفوية.
خليل مقداد
منقـــــــول
| |
|