يذكر أن قوماً خرجوا إلى الصيد ، و بينما هم في عرض الصحراء إذ خرجت عليهم ضبع ، فطاردوها فهربت منهم حتى دخلت إلى خباء أعرابي ؛
فخرج إليهم الأعرابي وقال: ما شأنكم؟ فقالوا: صيدنا وطريدتنا ،
فقال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون اليها ما ثبت سيفي بيدي ،
ومن أخلاق العرب أنهم إذا استجار بهم أحد لا يخذلونه ، فرجع الصيادون وتركوه .
فقام الأعرابي الى شاة عنده فحلبها و قربه إلى الضبع و قرب إليها إناء ماء فأقبلت تشرب مرة من هذا ومرة من ذاك
حتى ارتوت واستراحت وعادت لها الحياة و نامت ..!!
.. فبينما الأعرابي نائم في جوف الليل إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وأكلت لحمه ثم تركته ..!!
.. فجاء ابن عم له يزوره في الصباح و إذ به مجندل وقد بُقر بطنه و أُكِل قلبه ..!!
.. فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال: هي والله التي أجارها بالأمس ..!!
فأخذ قوسه وكنانته وتبعها ؛ فلم يزل يبحث عنها حتى أدركها فقتلها ..
.. ثم بكى على ابن عمه عند جثتها وانشأ يقول :
ومن يصنع المعروف في غير أهله***يلاقي الذي لاقى مجير ام عامر
أدام لها حين استجارت بقربه***قراها من البان اللقاح الغزائر
وأشبعها حتى إذا ما تملأت***فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من***غدا يصنع المعروف مع غير شاكر
أم عامر (هي الضبع)
منقـــــول