بقيت وحيداً افكر، اتدبر أسأل هل الآلاف من الأساتذة على خطأ وبن غبريط على صواب؟، هل يعقل في بلد العزة والكرامة كما يتغنون بمثل هكذا شعارات يقمع الاستاذ ويحرم من أجرته الشهرية؟ هل يعقل أن تطالبنا الوزارة بتطبيق القانون وهي من دنست وتعدت على خاتم الدولة الجزائرية بنقض العهود التي هي من أمضت عليها؟ ايعقل أن نعيش في دولة الرسائل الرئيس يخاطب شعبه برسالة ، وزيرة التربية تخاطبنا برسالة مسمومة، فديراليات أولياء التلاميذ تخاطب أبناءنا كذلك برسالة وآخرها مديرة التربية لولاية البليدة تخاطب الأساتذة الغير مضربين برسالة منمقة تنبعث سمومها لتصل إلى كل شبر من وطننا الغالي،؟ آه ، آه يا وطني الغالي أصبحت بلا عنوان، شوهوك وقزموك وأصبحت لا تساوي شيئا مقارنة بجيراننا، اصبحنا كأننا في زمن العبودية أبواب الحوار موصدة ، مقفلة بل مغلقة عن آخرها، إلا يحق ان اكون طائرا مغردا في بلدي اتنفس الحرية، اتنفس الديموقراطية، اتنفس اكسجين الامل، اتنفس هواء الأمن والاستقرار، لكن هيهات هيهات لم يبق ما نتنفسه الا سموم الادارة المتعفنة في قطاع التربية والتعليم، الا سموم قنوات الخنوع والنفاق، الا سموم نقابات الخزي والعار، الا سموم زملاء المهنة على الورق لأنهم لم يثبتوا ما يعكس ذلك إلى حد هذه اللحظة الا من رحم ربي. اصبحنا اليوم نناضل من أجل من لا يستحق لأنهم بكل بساطة متخاذلين، خانعين منبطحين يقبلون الذل والهوان، وما حز في نفسي موقف مدراء المؤسسات التربوية الذين أصبحوا في نظري لا يساوون شيئا نعم بلا قيمة معنوية لأنهم بلا ضمير، بلا مبادىء، يبكون من قهر الوصاية لهم من جهة ويظهرون على أنهم مسؤولون اكثر من مسؤوليهم ويتسابقون من ينفذ الأوامر الفوقية قبل الآخر ليقال عليه هذا عبد طائع لكن في الحقيقة تبقى ذليلا أمد الدهر، لكن لكل حديث قياس واستثناء فهناك من المسؤولين من نرفع لهم القبعة احتراما وتقديرا لهم، هل يعقل أن نبقى في بلد العزة والكرامة ، هل يعقل أن نبقى في بلد الشعارات الجوفاء، هل يعقل أن يعيش ابني في بلد أهين فيه أبوه ،ولقب بالفوضوي والقرصان وكادوا أن يحولوه الى قرص مضغوط في السنوات الماضية، هل يعقل أن يبقى ابني بين هؤلاء الديناصورات التي لا تعترف الا بالرداءة وسوء التسيير، آسف ابني اكبر اغلوطة في حياتي اني بقيت هنا بينهم وقلت إن هذا وطني حرره اجدادي لنعيش في كرامة لكن هيهات، آسف ابني لاني انجبتك في هذا البلد الذي دمر احلامي وآمالي، نعم للاسف الشديد ماذا تنتظر من بلد يصف من كاد أن يكون رسولا بالفوضوي والقرصان.
اي ذنب ارتكبه ابناؤنا اكثر من شهرين بلا دراسة ويقولون أبواب الحوار مفتوحة، اكثر من شهرين ومازالوا يتبعون سياسة الهروب إلى الأمام أو سياسة النعامة إن صح التعبير، انا لم اعد أفهم ماذا بقي قطاع التربية مشلول ويقولون الدراسة عادية، قطاع الصحة كذلك حدث ولا حرج، قطاع التعليم العالي والبحث العلمي نفس الشيء، هل حقا كل الجزائر على خطأ الا هم ؟ يبقى مجرد سؤال لن تجد له جواب ، لان أصحاب الشيتة الحديدية في كل زيقو إن صح التعبير ( الزيقو: قناة الصرف الصحي) لكن الى متى؟ .

آلام وآهات :راجي ناصر