انتشرت أمام التلفاز أقلب القنوات أتحسس آخر أخبار سوريا.. أسُد أذني عن كل أولئك الذين يمارسون الكذب العاري المتفسخ عن الحرية المسلحة وبين الفينة والأخرى أعود الى النهار في ليل الاختطاف والترويع ولا أحس بالملاعق التي أقذفها الى بطني مما حضرته زوجتي السخية ,فلقد جمعت كل ما بقي لها من خضروات وبقول وشحم وأجنحة في قدر وقدمته لي مشيرة الى تأخر المرتب وفناء المقتنيات وللأسف انتبهت الى تأخري عن الصلاة فقمت اليها أسب الشيطان و نفسي ونعلي الذي تهَرب من مسؤوليته عن رجلي وبعد انقضاء الصلاة وجدتني أهتف الى صديق من المجلس الوطني : كيف الحال .؟ الصديق : بخير خرجنا لتونا من المجلس .
أنا : جميل وماذا حدث ؟؟؟ الصديق والله إن المعركة كانت حامية والنقاش حاداً حتى تمنى الواحد منا أن يخرج من عنق زجاجة ولا يبقى يستمع الى النقاش الحاد والراقي والناري و....و....و
أنا : جميل وبم خرجتم ؟؟؟
: نتيجة الأوضاع....منح الجنوب....الهضاب...وهنا ثُقبت أذني الأخرى فمر كلامه الطويل المترامي دون أن أعقل منه شيئاً سوى حروف العطف و...ثم...ف...الديمقراطية ...البيروقراطية ... الخ ..الخ.. الخ. فقاطعته : تًصبح على خير .
واستلقيت أرى زوجتي تكلمني وابنتي تُقبلني ومخدتي تُقـــلبني وإذا بالصمت يُخيم على القاعة والسيد القاضي يقول : بعد الاطلاع على الملف والاستماع الى أقوال الشهود وبالنظر الى ما أحدثه المتهم من خراب على المساحة التي يشغلها على الأرض وكذا طموحه اللامتناهي واللامشروع وبناءً على أحكام المادة 0.12 من مشروع القانون المعدل والمتمم للقانون المشروع 00.00 حكمت المحكمة على المتهم بالسجن الى أجل غير مسمى في الحبس الانفرادي للزائلين و...وقبل أن يُنهي السيد القاضي الحكم قام الشاهد الاول فصفعه ثم الثاني فركله حتى التوى وإذا بالأغلال تُصفده وأطفال يرمونه بالحجارة ويقولون مت ..مت ..مت فجريت اليه بين الحشد ومررت له علبة شمة (35) وإذا به يلطمني بشدة حتى استفقت على نواح يملئ البيت و"عمي حميدة" يرفع أصبعي كأنه كان يلقنني الشهادة ولم أدر هل أبتهجُ لرجوعي من هناك أم أحزن للمسكين الذي تركته خلفي وبينما أنا على ذلك الحال حتى علا صوت زوجتي ضاحكة بفزع : لقد قلت لكم عمر الشاقي باقي. فأدركت أن الكل كان حزينا مثلي في منامي الا زوجتي فلقد ضاع عليها حلم العشا ( عزاء الخدمات الاجتماعية( 20 مليون سنتيم )), فأقسمت في نفسي أن أنشر همه وأتابع وضعه عبركل طيف منام رغماً عن أنف زوجتي ورغماً عن أنف الظروف وأول ما سأقوم به هو نقض الحكم.