كشف المؤلفان المتهمان بالعمالة وببتر مقطع ''يافرنسا'' من النشيد الوطني أنهما ليسا عملاء.......
''لسنــا عمـــلاء، وعملنــا تحـــت توجيهـــات الوزارة''
إلتقاهما: عبد اللطيف بلقايم
يقول محند شريف عميروش وهو رئيس مشروع تأليف كتاب التربية المدنية للسنة الخامسة، أنه وزميله المؤلف ف يطس أحمد عبد الكريم، يعتبران نفسيهما إلى حد الساعة موظفين لايزالان تابعان لسلك التربية الوطنية ذلك أن الإجراء المتخذ من قبل الوزارة، هو إجراء تحفظي وليس نهائي، كما تأسفا وتحسرا ''على ما صدر من تصريحات على لسان المسؤولين'' في إشارة منهما إلى بوبكر بن بوزيد الوزير الذي إتهمهما بالعمالة، وأوضحا بأن ما صدر في حقهما من تصريحات أساء كثيرا لمسعتهما العائلية وأضر بأربع عقود من عمر مسيرتهما المهنية·
كيف بدأت قصة التأليف؟
في يوم 22 سبتمبر 2004 يقول محند شريف عميروش رئيس المشروع، بأن وزارة التربية الوطنية قامت بنشر نداء للمؤلفين في الجزائر تدعوهم فيه لإيداع طلبات مع سير ذاتية لإنتقاء أصحاب المشروع التربوية، وأوضحت الوزارة التي يقودها بن بوزيد أن آخر أجل لإستلام الملفات كان خلال السبعة أيام الموالية'' ويضيف السيد عميروش محند شريف بأنه وزميله ألفا خمسة كتب مدرسية تتداولها المؤسسات التربوية من قبل دون أن يحدث أي شيء0
من قبيل ما أثير ''حيث ألفنا كتب التربية المدنية لسنوات الثالثة والرابعة والخامسة إبتدائي وكذا السنوات الثالثة والرابعة متوسط الخاصين بمادة التربيةالمدنية''
ولقد تم إعتماد كل هاته الكتب بما فيها كتاب التربية المدنية الأخير للسنة الخامسة، من قبل وزير التربية الوطنية شخصيا الذي فوض السيد بغداد لخضر وكلفه بمهام الإعتماد كمدير عام للمعهد الوطني للبحث في التربية، ويحمل الإعتماد الأول للكتاب الأول رقم 193 / 2005 والإعتماد الثاني 178 / ,2005 والثالث 403 / ,2006 وأما كتب الطور المتوسط فحملا رقم الإعتمد على التوالي 362 / 2006 و368 / 2007 المؤرخ في 17 مارس .2007
لسنا عملاء وعملنا تحت توجيهات بن بوزيد
ويكشف محدثنا عميروش محند شريف صاحب المشروع أن الكتاب الذي وصف بالفضيحة خضع لثلاث قراءات كلها تحت إشراف لجنة وطنية للإعتماد والمصادقة التي تعمل تحت توجيهات بوبكر بن بوزيد مثلها مثلنا تماما، حيث نعمل تحت توصياته وتوجيهاته المباشرة عبر اللجنة·
'' والدليل الأكبر على أننا لسنا عملاء كما يتم إتهامنا فإن الكتاب يعلم الوزير شخصيا أنه تم إخضاعه للمراجعة والقراءة من قبل 3 أساتذة من مختلف ولايات الوطن ولا أحد منهم يعرف الآخر ويرفعون تقاريريهم للجنة الوطنية للإعتماد والمصادقة دون أن نطلع عليها·
تقرير حصيلة القراءة كان إيجابيا
يكشف أيضا المتحدث بأن التقارير التي تسملتها اللجنة الوطنية للإعتماد والمصادقة على الكتاب وبالتالي توزيعه، كانت تقارير مرجعية في صياغة التقرير النهائي تحت موضوع: حصيلة القراءة التقييمية للكتاب المدرسي'' وهو ما يعني بأن التقرير جاء إيجابيا دون تسجيل هذا الذي يعتبرونه عمالة أي بتر النشيد الوطني من مقطع ''يافرنسا'' رغم أن التقرير نفسه تضمن أخطاء بيداغوجية ولغوية وعلمية دون الإشارة إلى ذلك·
''ألفنا الكتاب طبقا للمناهج المعتمدة لكتاب التربية المدنية للسنة الخامسة الصادر عن اللجنة الوطنية للمناهج في جوان ,2006 حيث يخلوا هذا المؤلف من الأناشيد الوطنية وقدّم للمعهد الوطني للقراءة دون إدراج الأناشيد الوطنية·
المؤلف المباشر فريطس أحمد يكشف عن الأمر الخطير
أثناء إحالة الكلمة من قبل رئيس المشروع محند شريف عميروش لزميله الذي أشرف بصفة مباشرة عن تأليف كتاب التربية المدنية، السيد فريطس أحمد عبد الكريم، حيث يقول:
الجانب التقني للتأليف يتطلب العمل بتقنية طبع صفحات عدد ضعف 16 وكنت اقترحت تأليف كتاب التربية المدنية للسنة الخامسة في الطور الابتدائي بـ64 صفحة، لكن بعد القراءة الأولى بوحدات تعليمية بالأناشيد الوطنية تعزيزا لحب الوطن وهذه التوصية أجبرتني على إضافة عدد آخر من الصفحات أي من 64 إلى 96 صفحة، وكانت المدة الممنوحة لنا للتصحيح والتعديل 7 أيام فقط وورد هذا الأمر في إطار إلتزام لا يناقش ألزمتنا به اللجنة التي عين بن بوزيد أعضاءها في حين عملية تعديل وتصحيح لكتاب مدرسي من 96 صفحة أو أقل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم بل ويستحيل، ويمكن للوزير أن يستفتي المؤلفين على اختلاف مستوياتهم عبر العالم حول ما إذا كانت المدة التي منحت لنا من قبل مصالحه تسمح بذلك، بل وهو يلعم استحالة هذا الأمر على اعتبار معرفته بصلاحيات ومهام لجنة الإعتماد التابعة للمعهد الوطني للبحث في التربية المعينة من طرفه بمقتضى القرار 1245 المؤرخ في 42 ديسمبر .3000
ليتدخل في هذه الأثناء السيد عميروش محند شريف رئيس المشروع ليوضح بأن هاته اللجنة المعينة من قبل بن بوزيد تعني بأننا كنا نعمل وفق توجيهات الوزير ونقول لمن إتهمنا بالعمالة بأننا كنا نعمل بتوصيات أبوبكر بن بوزيد·
وزارة التربية أنتجت شريطا مبتورا من مقطع ''يافرنسا''
يؤكد المؤلف فريطس أحمد أنه رغم عدم ترك اللجنة له ولزملائه أي متسع من الوقت للإعتماد على مراجع وكتب أخرى، تم في ظرف المدة التي حددتها لنا تعديل وتصحيح كافة الأخطاء التي سجلتها وقدمت النسخة الثانية من الكتاب في الموعد المبرمج لقراءته من قبل مختصي القراءة ولقد أدرجت فيها نصوص الأناشيد السبعة وهي ''قسما'' و''شعب الجزائر مسلم''، ''جزائرنا''، ''نحن طلاب الجزائر''، ''موطني''، ''إشهدي يا سماء''، ''يا شهيد الوطن''، ثم يتساءل ''هل من يدرج كل هذه الأناشيد يتهم بالعمالة؟''· وأما عن المراجع المعتمد يقول محدثنا مصدرها من المعهد الوطني للبحث في التربية الوطنية وإسمه ''كتاب التربية الفنية للمعلم'' للسنة السادسة طبعة /85 86، يتضمن النشيد الوطني ''قسما'' دون أن يرد فيه مقطع ''يا فرنسا'' واعتمدنا على كتاب آخر طبع على نفقة الصندوق الوطني لترقية الفنون والآداب وتطويرها التابع لوزارة الاتصال والثقافة من تأليف محمد الحسن فضلاء، طبعه سنة 2002 وهو من رجالات المنظومة التربوية·
وورد فيه اللنشيد الوطني تحت عنوان النشيد الرسمي للجمهورية الجزائرية وهو محذوف منه مقطع ''يا فرنسا'' أي مطابق لكتاب المعلم السالف ذكره·
ويكشف في هذا الشأن المتحدث بأن وزارة التربية الوطنية قامت بإنتاج شريط سمعي موزع حاليا على كافة مدارس البلاد مبتور منه نفس المقطع في النشيد الوطني، وقام بإنجازه المعهد التربوي الوطني بالتعاون مع المعهد الوطني للموسيقى تحت إشراف اللجنة الوطنية للموسيقى·
ويقول المتفش فريطس بأنه لو كان عميلا مثلما قال عنه المسؤولون، فكيف سيصفون من أنجز وأنتج النشيد الوطني في الشريط السمعي، الذي لم يكن لنا أي علاقة به ولا بدوائره التي أخرجته ووزعته تحت إشراف وتوجيهات وزير التربية الوطنية ابوبكر بن بوزيد·
ويضيف المتحدث بأن آخر قراءة للكتاب التي لم تسجل هذا الذي أسموه بالفضيحة جاء في خلاصتها التقييمية ما يلي:
1 ـ استجاب المؤلفون لتصحيح جميع الأخطاء الواردة في الكتاب
02 ـ إلا أنه يجب ما يلي:
ــ كتابة إسم الشاعر ومؤلف الأناشيد الوطنية·
''فاستجبنا وأعدنا تقديم الكتاب من جديد بهذه التعديلات وهو ما جعل اللجنة التي يشرف ويعين الوزير بن بوزيد أعضاءها تصدر لنا اعتمادا جاء في خلاصته التقييمية الآتي:
الكتاب المدرسي مقبول شريطة الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التالية:
- أشير على المؤلف بإدراج الأناشيد في الفهرس حسب المفاهيم والوحدات التعليمية·
''ولقد أدرجت ذلك في الفهرس رغم أن كتاب التربية المدنية ليس كتابا للأناشيد حسب ما أعتقده إذ أن الكتاب محشو حشوا بها وليس مقررا على التلميذ أن يلتزم بحفظها أو قراءتها ولا الأستاذ تطبيقها لأنه بكل بكل بساطة وزارة التربية الوطنية لم تدرج ذلك في منهاج التربية المدنية: يتدخل رئيس المشروع محند شريف عميروش·[i]